الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مرحبا رمضان

مرحبا رمضان

فى كل عام تتجدد الفرحة بقدوم شهر الصوم وتتغير أحوال الناس، وتنصرف النفس إلى الطاعة من اول يوم من الشهر الكريم، ولكن يتساءل الكثيرون كيف نحسن استقبال رمضان وهو شهر يأتى سريعا ويذهب سريعا أم أن تبدأ فيه الأيام الأولى منه إلا وتجد نفسك فى أيامه الأخيرة بصورة يعجز العقل عن إدراكها. إن صدق الإيمان يتطلب من المسلم الانتفاع بمواسم الخير والرحمة لاسيما فى شهر رمضان الذى يعد موسمًا عظيمًا من مواسم المغفرة، وسوقًا رابحة للمتاجرة مع الله عز وجل، ومحطة للتزود بالإيمان والتقوى، ففيه تتنزَّلُ الرحمات وتُمحى الذنوب وتغفر السيئات.



ومن الرحمات التى يشهدها الشهر الفضيل من أول يوم هو أن الله يعين العبد على الطاعة بتصفيد الشاطين حيث قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ وصُفِّدتِ الشياطِينُ»،

والمسلم فى شهر الصوم يجد كل ما حوله يعينه على الطاعة حيث يتسابق الناس إلى المساجد، ويسارعون للخيرات طمعا فى الثواب المضاعف الذى جعله الله فى هذا الشهر، ولا أقل من ان يرحب كل إنسان فينا بهذا الشهر الفضيل بصورة عملية فيتجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء متضرعين أن يرزقنا فيه إخلاص العمل من الصيام والقيام والذكر وصلة الرحم، وينفعنا بتلاوة القرآن ويطهر قلوبنا، ويجنبنا المعاصى ما ظهر منها وما بطن وتعد تطهير النفس من المعاصى والتوبة منها هى أولى خطوات استقبال الشهر الفضيل فلا يصر المسلم على معصية ويندم على ما فعله منها، وأن يعزم على الطاعة فى كل لحظة، ويبتعد عن كل أمر من شأنه أن يوقعه فى معصية.

ثانى الأمور التى يمكن بها للمسلم الترحيب بشهر رمضان هو أن يخصص من وقته سويعات للذكر، وقراءة القرآن، دون ان يكون همه فقط هو القراءة لختم القرآن، فكثير من الناس يحرصون فى رمضان على قراءة المصحف فى كل وقت حتى فى المواصلات، والغريب أنهم يعكفون عقب الافطار على المسلسلات والمواد الترفيهية، وكان رمضان فى نهاره، وهو امر يقع فيه كثير من الناس، والأولى ان ينظم الإنسان وقته فى رمضان ليل نهار للطاعة على قدر الاستطاعة وأن يروح عن نفسه بما لا يضيع معه ثواب الصوم. 

والأمر الثالث ان يحرص على الصدقة قدر استطاعته، ففى كل يوم من أيام رمضان فضل كبير ومضاعفة للأعمال، فالله يضاعف الثواب فى رمضان على الأعمال الصالحة، والصدقة تعد من اعظم الأعمال حيث جعل الله من يتصدقون احبابا له ويجزيهم من فضله، حيث قال عز وجل فى كتابه الكريم: «إنَّ اللَّهَ يَجْزِى الْمُتَصَدِّقِينَ».