سيناء.. لن نهادن ولن نفرط
سيناء، أرض الشهداء، ذلك الجزء الغالى من أرض مصر الذى ربما يكون مرتبطا فى أذهان الأجيال الجديدة بذلك الدم الطاهر الذى بذله ويبذله (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)، وربما غطت أخبار المعارك الدائرة على تلك الأرض الطاهرة لمواجهة الإرهاب الخسيس، على معارك أخرى لا تقل أهمية فى نبلها وصدق أهدافها، فبوابة مصر الشرقية التى تحوى البقعة المباركة الوحيدة فى هذا العالم التى تجلى رب العزة عليها ( وكلم الله موسى تكليمًا)، قطعة من أرض مصر التى حكى لنا القرآن الكريم عنها على لسان نبى الله يوسف قوله تعالى (اجعلنى على خزائن الأرض)، إنها أرض الفيروز الغالية ذات الموقع المتميز والثروات المتعددة لم يحاصرها الإرهاب فقط، فى محاولة لانتزاعها من جسد الوطن، وإنما حاصرها لعقود طويلة الإهمال والتهميش، وهى أمور دون شك تفتح ممرات لتوغل الشرور، مما جعل التنمية والتعمير محوران لا يقلان فى أهميتهما عن تطهير المنطقة من بؤر الإرهاب والتطرف .
لقد شرفت بالتواجد مع الرئيس عبد الفتاح السيسى فى نهاية عام 2019 عند افتتاح بعض المشروعات الهامة فى سيناء وأشار الرئيس خلال كلمته إلى أن سيناء تشهدُ تنفيذ الكثير من المشروعات القومية، التى يأتى على رأسها مشروع أنفاق السيارات أسفل قناة السويس، منهم نفقان شمال الإسماعيلية، ونفقان فى جنوب بورسعيد، مع رفع كفاءة وازدواج كوبرى أعلى قناة السويس وإنشاء كوبرى جديد بطول 640 مترًا، وعرض 11،2 متر، وارتفاع 65 مترًا أعلى قناة السويس الجديدة.
ودون شك أصبحت سيناء وعام 2020 يقترب من منتصفه تتصدر المشهد فى التنمية بالرغم من كل الظروف الصعبة التى مرت بها مصر .
لقد أكرمنا الله بالمخلصين من أبناء الوطن الذين تربوا على معتقدات سليمة وراسخة (يد تبنى ويد تحمل السلاح).
أثبتت مصر أن التنمية فى سيناء رسالة سلام ومحبة.. رسالة أمل نستشرف بها مستقبل أفضل، ويؤكد ذلك الرئيس عبدالفتاح السيسى بتخصيص 600 مليار جنيه أثناء افتتاحه لنفق الشهيد أحمد حمدى (2) بالسويس فى 22 من شهر إبريل 2020 أى قبل ذكرى تحرير سيناء التى توافق 25 إبريل وهو رقم جديد غير مسبوق لدعم التنمية للمزيد على أرض الفيروز فى سيناء الحبيبة.
تنمية حقيقية من خلال استصلاح زراعى وصوب زراعية وتوسع فى زراعة النخيل البرحى والمجدول وغيرهما بجانب الفاكهة واشجار الزيتون وحفر الآبار وانشاء المزارع السمكية وإقامة مبانى ومخازن ومساكن للعاملين ومحطات طلمبات، وفلاتر، وغرف مولدات ،وأحواض تخزين مياه بالإضافة إلى محطات وخطوط الكهرباء والشبكات والعمل على تنفيذ مشروع إطلاق التيار الكهربائى للتجمعات البدوية مع إنشاء مناحل ومعاصر للزيتون .
تتضافر جهود مختلف الجهات لتنفيذ المشروعات التنموية فى سيناء، ومنها تنفيذ مشروع معالجة مياه الصرف وهو أحد المشروعات الكبرى الذى يتم تنفيذه بالتنسيق بين الهيئة الهندسية ووزارة الإسكان، كما يتم التمهيد لدخول المستثمرين فى عدد من المشروعات الأخرى، خاصة فى المشروعات السياحية.
ولأهميتها القصوى فإن التنمية فى قطاع التعليم والعمل على توفير مؤسسات تعليمية وبحثية مستمرة مثل جامعة العريش التى تضم عددٍا من الكليات، التى تتماشى مع بيئة المجتمع هناك، وكانت البداية مع كلية التربية كنواةٍ لجامعة الطور فى جنوب سيناء، ومعهدين فنييْن صناعييْن فى شمال سيناء يتبعان الكلية التكنولوجية فى بورسعيد.
أيضًا التوسع فى المراكز المهتمة بعلوم البحار، والزراعات المختلفة، كما أن «جامعة سلمان» ستمثل هى الأخرى نقلة نوعية لوجود أكثر من فرع بسيناء، وبها تجهيزات على مستوى عالمى سيمثل طفرة فى العملية بأرض الفيروز .
كما يتم العمل بجدية للانتهاء من مئات المشروعات التى تهدف إلى تحقيق أهداف استراتيجية لتنمية سيناء وتوفير مليونى فرصة عمل بشكل مبدئي، وضخ استثمارات بمليارات الدولارات، إضافة إلى رفع نصيب سيناء من الدخل القومى.
وفى سبيل دعم تلك التنمية تم تطوير مطار العريش الدولى بإنشاء ممرين وربطهما بالممرات الحالية، وتنفيذ برج مراقبة جوية، إلى جانب مشروعات تنمية منطقة شرق بورسعيد، وتنفيذ الأرصفة البحرية، وإقامة ساحات التداول، والمنطقة الصناعية، وتنفيذ أحواض الاستزراع السمكى بشرق بورسعيد، وتنفيذ بحيرة الصيد الحر بشرق بورسعيد.
ولم يقف الامر بالطبع عند كل ذلك بل كانت مشروعات الإسكان محورًا أساسيًا لتعمير المنطقة ببناء وحدات سكنية، وبيت بدوي، وإنشاء تجمعات عمرانية جديدة، مثل مدينة رفح الجديدة، مدينة سلام بشرق بورسعيد ومدينة الاسماعيلية الجديدة، فضلاً عن إنشاء ميناء الصيد برمانة، كما يتم تنفيذ مشروعات فى مجال الرعاية الصحية، منها إنشاء عدد من المستشفيات، ومخزن للأدوية، ورفع كفاءة الكثير من المستشفيات فى المناطق المختلفة بأرض الفيروز.. وفى مجال التنمية الصناعية يتم العمل على تجهيز البنية الأساسية للربع الشمالى الغربي، ومنطقة الخدمات بالمنطقة الصناعية ببئر العبد، وتطوير مصنع العريش للأسمنت بإنشاء الخط الثالث والرابع بالمصنع، كما يتم إنشاء سوق الجملة بالعريش وبه معارض للخضار والفاكهة، والأسماك، واللحوم، والدواجن، بالإضافة إلى إنشاء مجمع لإنتاج الرخام بالجفجافة.
إنه العمل الذى لا يتوقف، بأيد لا تهادن ولا تفرط، لتغيير وجه الحياة، على الأرض المقدسة التى قاست لفترات طويلة.