الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لست إخوانيًا يـا صديقى

لست إخوانيًا يـا صديقى

فى مقالين متتاليين تناول الكاتب «رشدى أباظه» فى عمودة بجريدة «روزاليوسف» بالتحليل والتفنيد مقالين للأستاذ عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، ولم يكن المقصود شخصة بل أفكاره  ودون التفتيش فى ضميره وإنما قراءة متأنية فى أفكاره المعلنة.



أول مقالات الزميل عماد كان بعنوان «جربوا الإفراج عن بعض مسجونى الإخوان» والذى نشره الزميل العزيز فى جريدة الشروق عام ٢٠١٧ متضمنا دعوة انسانية صريحة بالإفراج عن بعض مسجونى الاخوان، ولكن الدولة كانت قد سبقته بالفعل بالعفو الرئاسى عن الإرهابية «آية كمال الدين» إحدى فتيات القضية المعروفة إعلاميًا ببنات ٧ الصبح عام ٢٠١٣ لتعود هذه الشخصية الاخوانية لممارسة إرهابها من جديد ضد الدولة المصرية وجيشها عام ٢٠٢٠، لم يكن عماد الدين حسين مخطئًا بل كان إنسانا فى مواجهة تنظيم لا يعرف قيمة الإنسانية.

ثانى هذه المقالات نشره الأستاذ عماد منذ أيام قليلة تحت عنوان «الفرصة الذهبية التى ضيعها الإخوان»- وقد استعرض فيه ما اسماه بفرصة الإخوان التى كانت متاحة لتحسين صورتهم إذا ما كان التنظيم قد امتنع عن الهجوم على الدولة المصرية خلال أزمة وباء كورونا، وهو ما تعرض له الكاتب رشدى أباظة بالرد والتفنيد والتحليل مستهجنًا ومستغربًا الطرح أصلًا وتوقيته ولما جاء فيه. المقال الذى كتبه الأستاذ عماد فى جريدة الشروق جاء ليؤكد أن الأستاذ عماد لا يزال محتفظًا برصيد إنسانية حقيقى فى مواجهة تنظيم لا يعترف أساسًا بالدولة المصرية، لكنه أنهى مقاله بالتأكيد على أن الإخوان قد فشلوا فى التعامل مع الدولة المصرية خلال الأزمة لكنه علق الأمر وأعرب عن أمنياته فى أن يكون الفشل الأخير للجماعة وهى أمنية تعبر عن رصيد تسامح ضخم يحمله الأستاذ عماد فى وجدانه، لكن المشكلة تكمن فى أن رصيد كراهية الدولة المصرية فى الوجدان التنظيمى الإخوانى تفوق أى رصيد، بل إن هذا الرصيد قد تم توزيع أنصبته التنظيمية وفقا لأحكام الشريعة الاخوانية على ورثة التنظيم من الجيل الناشئ على أيديولوجية إخوانية متحولة من أسلوب التغلغل فى مفاصل الدولة الى أُسلوب القتال المباشر معها!

■ ■ ■

عودة إلى مقال الكاتب رشدى أباظة الذى واصل فيه التصدى لأفكار الأستاذ عماد والذى لم يتضمن اتهامًا بالإخوانية ولكنه حذّر من إمكانية الاستغلال التنظيمى لإنسانية أفكار الأستاذ عماد، فجاء الرد الإخوانى من حلمى الجزار الذى رفض دعوة الأستاذ عماد جملة وتفصيلًا لينفى عنه أى شبهة إخوانية لكنه يؤكد صحةً ما كتب رشدى بأن الإخوان كانوا يتحركون من قبل وفق استراتيجية للوصول إلى حكم الدولة لكنها الآن تجاهر باستراتيجية هدم هذه الدولة، أى أنها إذا كانت من قبل تتعامل مع مصر باعتبارها سكنًا وليس وطنا،فانها الآن تتعامل معها باعتبارها دار حرب وعدو مبين للتنظيم، أى أن تحولًا عقائديًا حادًا قد حدث فى مفهوم الدولة المصرية عند الإخوان من غاية الحكم إلى غاية الهدم .

■ ■ ■

لقد افترض الكاتب «رشدى اباظة» بعض الفرضيات واستخدم لفظ الاحتمالات استخدامًا صريحًا، وفِى هذا التعقيب وبعد تحول فرضية حسن النية إلى حقيقة تقول إن الأستاذ عماد لم يكن أبدًا إخوانيًا فإنى أظن أن الأستاذ رشدى أباظة يؤكد على ما يلى :

- إن استخدام المفردات اللغوية «إما أنها» فى معرض الحديث عن قناعات شخصية لدى الأستاذ عماد أو تواصلات له مع الإخوان فإنها تعبر عن صيغة احتمالية انتفت بعد أن أكد رشدى أن الأستاذ عماد رجل دولة يدعى لمحافلها الرسمية .

- إن فرضية وجود اتصال ما بين التنظيم والأستاذ عماد هو احتمال تحليلى نفاه رد الإخوانى حلمى الجزار على المقال المنشور بالشروق.

■ ■ ■

لقد كانت مقالات الكاتب رشدى أباظة دعوة للوقوف على أرضية من الوعى الوطنى المشترك فى مواجهة محاولات التطبيع مع الكيان الإخوانى، لقد كانت دعوة عامة لكل المخلصين ودعوة خاصة للأستاذ عماد الدين حسين تفرضها حقيقة كونه صاحب قلم وفكر.