السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التفكير العكسى

التفكير العكسى

قام اللاعب ديك فوسبيرى فى دورة الألعاب الأوليمبية بالمكسيك عام 1968 فى أداء رياضة القفز العالى بأسلوب مغاير تماما للأسلوب المعتاد والذى كان يعتمد على القفز بمواجهة العارضة..... قام اللاعب بالركض وعندما حان وقت القفز... قام بإعطاء ظهره للعارضة ثم قفز..... هذا الأسلوب المغاير للمألوف أدى إلى تحقيق رقم أوليمبى جديد-224 سم- وهو أعلى بكثير من الرقم المسجل قبل الدورة الأوليمبية-172سم-احتارت لجنة التحكيم فى القرار....هل يمكن احتساب الرقم الجديد؟...هل فعل اللاعب خطأ ما؟...هل هناك ما يمنع من أن يقفز بظهره؟.....ثم سرعان ما كانت الاجابة البسيطة هى «لا...لا يوجد ما يمنع اللاعب من القفز بظهره...قواعد اللعبة لم تتطرق إلى أسلوب القفز»...هذا الأسلوب هو الذى أصبح متبعا بعد ذلك وأثبت أنه يسمح بتحقيق أرقام أكبر بكثير من تلك التى تنتج جراء القفز بالطريقة التقليدية.... سميت تلك الطريقة بقفزة فوسبيرى تخليدا لذكرى لاعب فكر فى الاتجاه العكسى وحقق نتائج مبهرة.



فى عام 2006 صدر كتاب بعنوان «كيفما فكرت...فكر العكس» للكاتب بول أردن والذى يسرد فيه مجموعة من الأحداث التى فكر أصحابها فى اتجاه عكسى وبدأ الكتاب بعرض ما قام به اللاعب ديك فوسبيرى.

الكتاب به مجموعة من الأفكار غير التقليدية والتى ربما لا يتناسب بعضها مع الطبيعة فى بلاد الشرق إلا أنه جدير بالقراءة لما يطرحه من أفكار خارج الإطار ويؤكد دائما أن التفكير العكسى مفيد دائما...أحيانا يجعلنا نغير من أسلوبنا ونتحول  إلى أفكار وأساليب مغايرة تماما لما نقوم به الآن وفى أحيان أخرى تجعلنا نتأكد من أننا نسير فى الطريق السليم.

يبدا دائما هذا الأسلوب بتساؤل بسيط هو «ماذا لو؟»...ثم تتداعى الأفكار والتبعات المرتبطة بماذا لو... دقائق معدودة ونعيد تكوين الأفكار وإعادة ترتيبها....الاختراعات العظيمة والاكتشافات المؤثرة التى أغلبها من كيفية استغلال الأسلوب العكسى واللا منطقى فى معالجة الأمور.

يحاول الكاتب استثارة الجزء المتهور واللامنطقى والمبادر وغير المكترث  بآراء الآخرين...أن تكون مبادرا وشجاعا ومتميزا...أن تكون نفسك ولا أن تكون نسخة مكررة من الآخرين.

تغريدة: «معظم الناس ...أناس آخرون...أفكارهم...آراء غيرهم...حياتهم تقليد...شغفهم مقتبس»- أوسكار وايلد.