خطة هروب

شاهدت منذ عدة أيام فيلما بعنوان «خطة هروب Escape Plan» وهو فيلم أمريكى إنتاج عام 2013 بطولة النجم سلفستر ستالونى ذو الأصول الإيطالية والنجم أرنولد شوارزنيجر ذو الأصول النمساوية.

تدور قصة الفيلم حول مهنة ستالونى والذى يعمل لدى شركة أمن حيث يقوم بدخول السجون كمسجون وتكون مهمته الهروب من السجن وإعداد تقرير أمنى بالثغرات الفنية الموجودة فى أنظمة التأمين والتى مكنته من الهرب لتقوم السلطات بتلافى تلك الملاحظات وجعل السجن أكثر إحكاما واحتماليات الهروب أقل ما يمكن.

فى العالم الافتراضى وما يحتويه من أنظمة وشبكات معلومات ومنصات وقواعد بيانات توجد وظيفة مشابهة فمهما كان النظام الأمنى محكما إلا أن احتمالية تعرضه للهجمات السيبرانية هو احتمال قائم طوال الوقت و تتزايد تلك الهجمات كلما كان للنظام أهمية اقتصادية أو سياسية...فى هذه الحالة تقوم المؤسسات بالتعاقد على خبراء يقومون بعمل تقييم للأنظمة الأمنية من خلال محاولة اختراقها والتعرف على مكوناتها ثم يتم إعداد تقرير بالملاحظات والثغرات الموجودة مع اقتراحات لمعالجتها....وفى هذا العالم الافتراضى المتسارع تتم أعمال التقييم بصورة دورية تختلف من جهة لأخرى طبقا لعدة معايير منها مدى حساسية الأنظمة وأيضا معدلات الهجمات وأيضا وعى الإدارة العليا بأهمية عمليات التقييم و تنفيذ ما تنجم عنه من توصيات.

عودة الى الفيلم والذى أعادنى الى الفترة الذهبية لجيلنا والذى كانت أفلام هؤلاء النجوم من أحد مصادر التسلية الكبيرة...الفيلم بالطبع ملئ بمشاهد العنف والمشاهد التى تعتمد على اللياقة البدنية للنجمين الكبيرين والتى بالرغم من أن النجم سلفستر ستالونى كان يبلغ من العمر 67 عاما اثناء تصوير الفيلم وأيضا كان النجم ارنولد شوارزنيجر يبلغ من العمر 66 عاما إلا أن المشاهد لا يشعر بأنهما من الشيوخ ليس فقط لأسلوب الإخراج والمونتاج ولكن لأن كلا من النجمين بالفعل يتمتع بصحة جيدة وبلياقة بدنية متميزة تعود بالطبع الى نمط الحياة والاهتمام بالرياضة البدنية . أتذكر حوارا صحفيا لسلفستر ستالونى بعد الانتهاء من تصوير فيلم روكى الجزء الرابع عن ما اذا كان سيستمر فى تمثيل أفلام الحركة فيما بعد حيث قام بالرد قائلا بأن هذا من شبه المستحيلات حيث لن يستطيع أن يقوم بملاكمة الخصم وهو يجلس على كرسى بعجل.

واليوم بعد أكثر من 35 عاما على هذا التصريح نرى هؤلاء النجوم فى حالة نفسية وبدنية ممتازة ونجد لهم مساحة و مكانة وجمهورا وهو ما يعطى الجميع الأمل فى أن العمر ليس إلا مجرد رقم وأنك الوحيد الذى تستطيع أن تقاوم وتستمر فى حيوية ونشاط وأنت أيضا الذى تستطيع أن تضيف سنوات وأهمية إلى عمرك الحقيقى وتشعر بالعجز.

وكما يوحى اسم الفيلم «خطة هروب» فإنه يجب علينا ان نضع خطة للهروب من الاحباطات والأحزان والتوتر والاكتئاب ومن الشعور بالضيق واليأس والتوجه نحو الأمل والفرح والارتياح والانبساط.

تغريدة : الحياة عندى بدأت فى الثمانين. معها شعرت بأننى ما أزال ذلك الشاب الذى خرج إلى نفسه فى موج البحر....سومرست موم