الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صيام دوت كوم

صيام دوت كوم

قد يتعجب البعض من قراءة عنوان المقال إلا أن المقصود هو لفت الانتباه إلى خطورة من يفسدون صومهم عبر وسائل التواصل الاجتماعى، التى أصبحت تمثل واقعا معيشا فى حياة الناس، توجه أفكارهم، وتدفعهم إلى مخالفة قيم المجتمع الحقيقية، وتفسد عليهم طاعتهم. ورغم أن كثيرا يبدأ ساعات النهار بالعبادة والصيام إلا أن الممارسات المكتسبة عبر وسائل التواصل الاجتماعى تفسد ممارسات هذا الشهر العظيم من صوم وعبادة، وبخاصة عندما يتعمد الإنسان نقل معلومات غير موثقة أو إشاعات تنشر الفزع بين الناس، أو تحدث بلبلة فى المجتمع.



إننا كما أمرنا أن نمتنع عن الطعام والشراب فى الصوم فعلينا أن نمتنع عن الكلام غير المفيد، او المكوث لساعات طويلة أمام شاشات الموبايل والكمبيوتر للحديث بعيدا عن الواقع. ومن أشهر المخالفات التى يقوم بها الصائمون بدافع إيمانى فى شهر رمضان نقل الفتاوى والرسائل الدينية عبر صفحاتهم الخاصة، فينقلون فتوى من غير متخصص يدعو الناس فيها إلى مخالفات شرعية تؤدى بمن يطبقها إلى تشدد أو مخالفة شرعية.

والغريب أن تعلق فئات المجتمع ولاسيما من فئة الشباب الذى أصبح يعيش 90% من حياته عبر الحياة الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعى جعلت من تصرفاتهم نموذجا لا يتفق مع الدين أو المجتمع رغم حرصهم على الصوم والعبادة.

ولا نكون مبالغين إن قلنا أن استمرار التعلق بمواقع التواصل الاجتماعى حتى فى العبادة والطاعة بعيدا عن معايشة الواقع هو نوع من الابتعاد عن حقيقة الدين لاسيما فى ظل انتشار الأمية الدينية.

كما أن استخدام البعض المتزايد لمواقع الإنترنت لتسلية النفس أثناء الصوم يقول بعض العلماء إنه مضيعة لوقت الصائم فى رمضان، واشتغالًا عن العبادة، وتفويتًا لخير عظيمٍ، وفضلٍ كثير فى هذا الشهر المبارك، لا سيما إذا كثر. وقد جاء فى الحديث: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لى وأنا أجزى به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب. متفق عليه. وفى رواية: ولا يجهل. وإكثار الخوض فى حديث الدنيا، ولغط الناس، ولغوهم، يفضى إلى ذلك فى كثير من الأحيان، وهو أمر تتيحه مواقع الانترنت بشكل كبير وسريع.

إن الله تعالى مدح المشتغلين بالعبادة، المعرضين عن اللغو، فقال: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ»، وعلينا لنحقق صياما مقبول ترك الإكثار من مواقع الانترنت، والاشتغال بخير الآخرة عن لغط الدنيا، لا سيما فى هذا الشهر الفضيل.