الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شهر الصفاء الروحى

شهر الصفاء الروحى

شهر رمضان فرصة سانحة للرجاء والقبول والرجوع إلى الله، قال نبينا (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».



وما من ليلة من لياليه إلا لله (عز وجل) فيها عتقاء من النار، مبينًا أن ما من إنسان يعرض نفسه بصدق على الله (عز وجل) آملًا فى رحمته إلا أكرمه الله (تعالى).

كما أن رمضان شهر القرآن، قال (تعالى): «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»، وقال النبى (صلى الله عليه وسلم): «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ: الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِى فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِى فِيهِ، قَالَ فَيُشَفَّعَانِ».

وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، وأن عطاء القرآن لا ينفد إلى يوم القيامة، فعلينا به حفظًا وتلاوة وتعلمًا وتعليمًا ومدارسةً وفقهًا.

إن هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك فرصة كبيرة للنقاء والصفاء الروحى وإصلاح أحوالنا مع الله، فهو شهر الجود والكرم، فإن استطعنا أن يدخل علينا رمضان وليس بيننا جائع أو مسكين أو محتاج فلنفعل، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «ما آمن بى من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به»، مبينًا أن النبى (صلى الله عليه وسلم) حثنا على مزيد من الكرم والسخاء فى هذا الشهر، فعَنْ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ (رضى الله عنهما) ‏قَالَ ‏«‏كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ ‏جِبْرِيلُ ‏وَكَانَ يَلْقَاهُ فِى كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ ‏الْمُرْسَلَةِ»، مشيرًا إلى أنه «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»... كما أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا» سواء كان فقيرًا أو غنيًا.

ورمضان شهر عبادة، لذا فإننا نحذر من الإسراف فى هذا الشهر، قال تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ»، وقال تعالى: «وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا»، وأن من أقصى درجات التبذير أن يكون أخ لك فى الإنسانية بحاجة إلى الطعام، وأنت تصنع ما تأكل ثم تلقى به فى سلة المهملات.