الثلاثاء 8 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الاختيار..  ملحمة شعب  ‏

الاختيار.. ملحمة شعب ‏

مشهد التفاف المصريين حول الشاشات لمتابعة مسلسل الاختيار حسم ‏السباق الرمضانى مبكرا جدا لصالح سيرة شهداء مصر، صحيح أن ‏الشهيد أحمد المنسى هو بطل الحكاية إلا أن ظهور باقى الشهداء أعطى ‏تأثيرا مضاعفاً، وأكد أن بطولتهم أكبر من النسيان، ومصر لا تنسى ‏شهدائها أبدا.‏ لدى الشعب المصرى ولع قديم بالتوثيق، نقش الفراعنة العظام بطولاتهم ‏على جدران المعابد لتظل البطولات خالدة على مر العصور والأزمان، ‏ونجح «الاختيار « بالدراما من تنظيف عقول تعرضت لعواصف من الجهل ‏والتشكيك والتشوية حملتها مواقع التواصل الاجتماعى ولجان الجماعة ‏الإرهابية للجيش المصرى العظيم وبطولاته فى حماية وطن وشعب.‏



صحيح أن الاختيار فى المسلسل مرتبط باختيار المنسى للوطن واختيار ‏الإرهابى هشام العشماوى للخيانة، إلا أن هناك معنى آخر أعمق وهو ‏اختيار الشعب للثورة على حكم الجماعة الإرهابية فى 30 يونيو واستعادة ‏الدولة المصرية، واختيار القوات المسلحة الانحياز للشعب وتحدى كل ‏القوى الدولية والإقليمية التى تجمعت لإجهاض حلم المصريين فى ‏الخلاص، واختيار أبطال الجيش لحماية سيناء من الطامعين، وتطهيرها ‏من فئران الإرهاب ثم تنميتها وربطها بالوطن الأم.‏

‏‏لكل منا اختياره الحر، فالاختيار فى أساسه وأصله حرية، والحرية فى ‏مصر مرادف لمعنى أهم وأخطر وهو السيادة الوطنية، وعدم التفريط فيها ‏كان خيارا جمعياً اتفق عليه كل المصريين، وعبر عنها سيناريو المسلسل ‏بحديث الفلاح المصرى الصعيدى مع جاره المسيحى الذى قرر الهجرة ‏عقب وصول الإخوان إلى الحكم وقال له «دى أرضنا ومحدش يقدر ‏يطلعنا منها، أما ندفنه فيها أو نندفن فيها». ‏

الاختيار دراما تستكمل الطريق المهم الذى بدأ مع ملحمة الممر، وثقت ‏ملحمة استفاقة الشعب المصرى وتحديه لكل الظروف الصعبة التى ‏وضعتها قوى عديدة لهدم دولته، شعب لم ينخدع بتجار الدين أو بتجار ‏الشعارات، وأن المواطن المصرى هو أقوى داعم لدولته، بتحمله وصبره ‏وقدرته على مواجهة الظروف الصعبة .‏

لم يقدم الاختيار عملا وطنيا تقليديا، يعتمد على الكلمات الحماسية ‏‏والانشائية، ولكن قدم رؤية واقعية عشناها جميعا بتفاصيلها الدقيقة، ‏‏وكان أميناً فى عرض الأحداث، بسيناريو متماسك وتصوير مبهر وإخراج ‏‏متميز، لقد رأينا تاريخنا القريب كما عشناه، وزاد فخرنا بصحة اختيارنا، ‏وهو ما أصاب إعلام الإرهابية بالجنون لأنهم راهنوا وأقنعوا مموليهم على ‏نجاحهم فى جذب المصريين والسيطرة عليهم بالإعلام، ودائما يأتى ‏صراخ إعلامها على قدر آلمها.‏

لمس المصريون بطولات الجيش المصرى عن قرب، شاهدوا شهداءهم من ‏لحم ودم، وكيف قاتلوا ببسالة وقاوموا الطامعين فى سيناء وشاهدوا جبناء ‏الإرهاب، كيف يعيشون ويفكرون، من يحركهم ويدعمهم، وكيف ثأر ‏الجيش لشهدائه بملحمة تلاحق ملحمة بطولات الدفاع عن سيناء لا تقل أبدا عن بطولات التعمير والبناء والتى ‏تحتاج لعمل درامى  يشير لحجم الإنجاز الهائل ويقدم إلى العالم سيناء ‏الجديدة التى بناها المصريون لتكون قاعدة للإنتاج الزراعى والصناعى ‏والنقل البحرى فى جنوب المتوسط، وكيف خططت الدولة المصرية لربط ‏سيناء بالوادى بأنفاق التنمية وقضت فى الوقت نفسه على أنفاق الإرهاب ‏والتهريب..لتعطى دليلا دامغا على صدق التغيير الكبير الذى شهدته ‏سيناء.