الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صلاة النافلة فى البيت

صلاة النافلة فى البيت

 الحفاظ على حياة الساجد من الهلاك أولى من عمارة المساجد وتعليق التراويح أولى



إن من علمنا أن نقول: «حى على الصلاة « هو من علمنا أن نقول: «صلوا فى رحالكم « ومتى نقولها. أفرد الإمام مسلم فى صحيحه فى كتاب المساجد بابًا  لاستحباب صلاة النافلة فى البيت، تحت عنوان: «باب استحباب النافلة فى بيته وجوازها فى المسجد».

 وذكر أهل العلم أن لصلاة النافلة  فى البيوت فوائد منها: حصول البركة  بالصلاة فيها، وشهود الملائكة لها، ونفرة الشيطان منها. أما فيما يخص صلاة قيام رمضان (التراويح )، فقد أخرج الإمام البخارى فى صحيحه عن سيدنا  زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (رضى الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) اتَّخَذَ حُجْرَةً، قَالَ : حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ : مِنْ حَصِيرٍ فِى رَمَضَانَ فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : « قَدْ عَرَفْتُ الَّذِى رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِى بُيُوتِكُمْ ؛ فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِى بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ»، (صحيح البخارى، كِتَابُ الْأَذَانِ، بَابُ صَلَاةِ الليل)وإذا كان الرأى على جواز صلاة التراويح فى البيت وصلاتها  فى المسجد، مع ترجيح لهذا أو ذاك، فإن ذلك كله مرتبط  بالأحوال العادية الطبيعية، لكن الأمر مختلف فى أوقات النوازل والجوائح  التى يُقدم فيها الحفاظ على النفس على ما سواه، وإذا كان رأى أهل العلم قد أجمع على تعليق الجمع والجماعات فى المساجد حفاظًا على النفس البشرية، من باب أن الساجد قبل المساجد، وأن الحفاظ على حياة الساجد من الهلاك أولى من عمارة المساجد، فإن تعليق صلاة التراويح فى المساجد أولى 

 وإذا كان أهل العلم والاختصاص قد أكدوا أن إقامة الجمع والجماعات بالمخالفة لقرارات جهات الاختصاص إثم ومعصية؛ فإن جمْع الناس للتراويح فى المساجد أو الساحات أو البدرومات  أو أسطح المنازل بالمخالفة لتوجيهات جهات الاختصاص، بما قد يسهم فى نقل العدوى بفيروس كورونا ويعرض حياتهم للخطر هو من باب أولى إثم ومعصية . وعلينا أن نتذكر أن من علمنا أن نقول فى الأذان : (حى على الصلاة)  هو النبى ( صلى الله عليه وسلم ) الذى علمنا أن نقول فى أذان النوازل ( صلوا فى رحالكم ) .أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف .