الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الاختيار الثالث

الاختيار الثالث

انتشر على شبكات التواصل الاجتماعى ملصق على شكل سؤال عن من الذى يقود التحول الرقمى فى شركتك؟ وكان الاختيار الأول هو المدير التنفيذى للشركة، وكان الاختيار الثانى هو مسئول تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمى بالشركة فيما كان الاختيار الثالث هو كوفيد19 أى فيروس كورونا نفسه ... تم وضع دائرة حمراء حول الاختيار الثالث للدلالة على أنها هى الإجابة الصحيحة.



وبالرغم من أن الملصق يهدف إلى رسم ابتسامة إلا أنه يحمل الكثير من الحقيقة...تلك الجائحة التى تجتاح العالم كله أدت إلى استبدال مكان العمل والتوجه نحو العمل من المنزل Telecommuting...العمل عن بعد فى الكثير من الحالات كان أمرا فى غاية البساطة والسهولة مثل عملاء الدعم الفنى ومراكز الاتصال...ربما يكون أكثر تعقيدا لدى موظفى البنوك أو موظفى الخدمات العامة الحكومية إلا أن الإمكانية موجودة... ربما بعد انتهاء تلك الأزمة سيتم تأصيل تلك الآلية وهذا الأسلوب وضعا فى الاعتبار المميزات المختلفة ومنها بالطبع المميزات الاقتصادية المرتبطة بالانتقال وتجهيز مكان العمل وأيضا توفير الوقت بصورة كبيرة.... يتم أيضا عقد الكثير من الاجتماعات بخاصية المؤتمرات المرئية Video-Conferencing   بداية من اجتماعات صغار الموظفين فى الشركات والمؤسسات وصولا إلى اجتماع افراد الحكومات فى اجتماعات رفيعة المستوى.... نتابع فى مصر قيام اجتماعات مجلس الوزراء ومجلس المحافظين عبر تلك التقنية وربما فى يوم واحد وهو أمر قد يكون فى غاية الصعوبة الجمع بينها فى يوم واحد بدون تلك التقنية الفعالة.

التعليم عن بعد والامتحانات عن بعد أيضا أصبحا من الأمور المعتادة حول العالم كله طبقا لتوافر البنية الأساسية والأجهزة والمعدات اللازمة، لذلك يتم أيضا عقد فاعليات افتراضية Virtual Events مثل الندوات وورش العمل والمؤتمرات والمعارض المتخصصة والفنية وخلافه.

يشير تقرير متخصص من هارفارد بيزنس ريفيو إلى أن حجم الإنفاق على التحول الرقمى فى عام 2018 قد وصل إلى نحو 1.3 تريليون دولار، ويشير التقرير إلى أن نحو 900 مليار دولار منها قد أنفقت ولم تحقق الغرض المطلوب تماما نظرا لأسباب كثيرة منها سوء التخطيط والمتابعة لتنفيذ تلك الأعمال .. ويحذر التقرير رؤساء الشركات من تلك الأمور، وهى التى يمكن أن تكون قد حدثت فى الماضى عندما كان التحول الرقمى نوعا من الرفاهية فى نظر البعض، وهى أمور تغيرت تماما وتغير التوجه وأسلوب التفكير للشركات والمؤسسات والعملاء والمواطنين أيضا.