الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عصاة  صائمون

عصاة صائمون

لا شك ان الصوم يحقق السمو الروحى والخلاقى للصائم ، غلا ان بعض الصامين يتخذون من الصوم عادة بعيدة عن الطاعة ، ولا يزالون على معاصيهم دون توبة ويظنون ان الصوم كاف لقبول العبادة دون ان تسمو النفس والروح عن المعصية والذنوب.



إنَّ الله شرع الصيام تطهيرًا للأرواح، وحفظًا لها من طغيان الجسد وشهواته، ولم يشرعه من أجل آلام الجوع والعطش فحسب، فهو فرصة كى يتم تربية النفس على الطاعة، وتجعلها تائبة  من الذنوب، فرمضان شهر تغفر فيه السيئات وترفع فيه الدرجات وتتنزل فيه الرحمات، ولله فى كل ليلة منه عتقاء من النار فطوبى ثم طوبى لمن تعرض لنفحات ربه وجوده وإحسانه عسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد سعادة لايشقى بعدها أبدا.

إن المسلم عليه ان يعمل أن بلوغ شهر رمضان  فى حد ذاته نعمة عظيمة يجب أن يفرح بها المؤمنون وحُق لهم ذلك يقول تعالى:﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون﴾، لأنه موسم عظيم من مواسم التجارة الرابحة مع أكرم الأكرمين، مبينًا أنه إذا كان التجار يستعدون للمواسم التى تضاعف فيها الأرباح فحرى بالمسلم أن يستعد لهذا الموسم العظيم الذى تضاعف فيه الأجور بغير حد ولا مقدار ، فمن  يضيع منه فضل هذا الشهر لكونه أدمن المعصية فليعلم انه الخاسر وانه سيظل عاص رغم صومه، فلا ينال من  الصوم سوى الجوع والعطش. 

إن لافرصة فى شه رمضان لا تزال قائمة لكل عاص يريد ان يرجع إلى ربه فهو شهر النفحات والبركات والخير والفضل من الله وعليه ان يسارع بالتوبة النصوح إلى الله؛ لأن الذنوب تحول بين العبد والخير فتكون عائقًا عن القيام بالأعمال الصالحة فإذا تاب من ذنوبه انبعثت النفس بالطاعات وأقبلت عليها، مطالبًا بصلة الرحم والبعد عن القطيعة لأنها تمنع صاحبها من المغفرة وقبول أعماله الصالحة، كما علينا أن ندعوا الله أن يبلغنا رمضان.

كما على الجميع وإن كان على معصية الإكثار من الدعاء فى هذا الشهر الكريم  بأن يعينه الله على مرضاته،  فإنه ليس الشأن بلوغ الشهر فحسب بل بالتوفيق فيه للطاعات، فكم من إنسان بلغه الله الشهر لكنه لم يوفق فيه للخير بل ربما ارتكب الكبائر فيه فاصبح من الخاسرين.

وعلى المسلم أن يلزم أيضا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الصلاة عليه مقبولة ولو من العاصى، فيتحقق بفضل الصلاة عليه المغفرة وصلاح الحال من حيث لا يدرى الإنسان، وبكفى أن يعطر الإنسان فمه فى الصوم بهذه الصلاة فيشغلها عن المعصية.