الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الاحتلال الإنجليزى

الاحتلال الإنجليزى

استمر الاحتلال الإنجليزى لمصر سبعين عاما بداية منذ 1882 إلى قيام ثورة يوليو 1952...الجلاء التام تم فى عام 1954.. وخلال فترة الاحتلال الإنجليزى لم تكن مصر للمصريين أيضا فلا يجب أن ننسى أنها كانت تابعة للإمبراطورية العثمانية ويتم تعيين الولاة من قبل السلطان العثماني.. صحيح أن محمد على باشا قد عقد صفقة استطاع بمقتضاها الانفراد بحكم مصر له ولأبنائه من بعده والذى كانت قاعدة قانون وراثة العرش لأكبر أبناء الأسرة سنا إلى أن غيرها الخديو إسماعيل لتكون الى اكبر أبنائه سنا.. الا ان هذا يعنى ببساطة ان المصريين كانوا محكومين من سلطتين فى نفس الوقت وبالطبع كان للمحتل الإنجليزى اليد العليا فى كل شيء كما تشير كتب التاريخ حول تلك الفترة.



والحقيقة أن التاريخ الذى درسناه كان مخففا بشدة فلم يشر الى فظائع المحتل ومدى تنكيله بالناس وكيف كان يمتص دماؤهم بكل شراهة وقسوة.

تعلمنا فى فترة تالية أن الدول الكبرى قد كفت عن الاحتلال العسكرى وتقوم حاليا بالسيطرة الاقتصادية واستمرت تلك الفكرة صالحة حتى بدأت موجات الغزو والاحتلال لدول مثل العراق وليبيا وخلافه فعدنا مرة أخرى إلى الإيمان بأن من يريد ان يحقق أهدافه من تلك الدول فإنه يقوم بذلك بكل السبل والطرق المباشرة وغير المباشرة على حد سواء وأحيانا فى نفس الوقت.

فى العقد الأخير تطور الأمر فأصبح السيطرة على العقول وتغيير التوجهات والثقافات والعادات والتقاليد هو الشغل الشاغل سواء بأغراض اقتصادية أو سياسية أو كليهما أو لأغراض أخرى وربما تكون هذه هى المرة الأولى التى تسير مخططات احتلال العقول بهذه السرعة.. سرعة نراها فى تطور شبكات التواصل الاجتماعى وتطبيقاتها المختلفة..الانكشاف التام ومعرفة حركات وسكنات الجميع.. إلى أين ذهبوا وكم انفقوا وكيف يمكن استغلال الشباب وقليلى الخبرة وذلك لأغراض متعددة منها الإباحية وتثبيط الهمم ولكن منها أيضا المزاج العام والإقبال على السلع والمنتجات أو الإعراض عنها.. فى هذا العصر أصبح من ينادى بالحفاظ على التراث والدين والعادات والتقاليد والقيم البناءة كمن يصرخ فى حجرة بلا هواء.. صوته لا يتخطى حنجرته...بعض الشباب ينتبه سريعا ويعود والبعض الآخر معصوب العيون سيرتطم بجدار خرسانى فى نهاية النفق ثم ينهار بلا أى قدرة على المقاومة أو تصحيح الأوضاع.

وبدون الدخول فى تفاصيل أو تنظير فإن دور الأسرة هو الأساس جنبا الى جنب مع دور المؤسسات الاجتماعية والإعلامية بالإضافة بالطبع الى تغيير أسلوب الخطاب الدينى وإعادة ترتيب أولويات الدعوة و تنقية التراث الدينى من الشوائب والتراث الشعبى أيضا.

على الأهل أن يتوقفوا عن المشاركات السخيفة على تلك الشبكات مثلما نراه يوميا على تطبيقات عديدة منها التيك توك.. الفكرة القائلة إن أشارك أولادى فى تلك الأفعال أفضل من أن يقوموا بها من وراء ظهرى هى فكرة غير سليمة.. رأيت أحد الآباء يحدثنى عن أن يقوم بالتدخين مع ابنائه كنوع من المصارحة والشفافية بدلا من أن يقوموا بذلك من وراء ظهره.. المفجع أن أحد هؤلاء الأبناء أصبح يتعاطى المخدرات فى السر ويكتفى بتدخين السجائر مع والده.

تغريدة:الاحتلال مهين وأكثره مهانة هو احتلال العقول.