الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التعليم والفرصة الذهبية

التعليم والفرصة الذهبية

فى خلال شهر واحد وجد حوالى 1.2 مليار تلميذ فى 186 دولة حول العالم أن مدارسهم مغلقة وأن عليهم استكمال العام الدراسى باستخدام أساليب تكنولوجية تعتمد على شبكة الانترنت وبعض التطبيقات الخاصة بتبادل الملفات والمؤتمرات المرئية.



بالطبع هذا الأمر الفجائى أحدث ضغطا كبيرا على شبكات المعلومات وعلى المنصات مقدمة للخدمة كما أجبر عددا كبيرا من الأسر إلى القيام بشراء أجهزة والاشتراك فى خدمة ربط مع شبكة الانترنت بسرعة معقولة وجعل مقدمى الخدمة-المدارس- تقوم بسرعة بتحويل المناهج والدروس الى صورة رقمية وأيضا قيام المدرسين بإعداد المحاضرات المرئية سواء التفاعلية أو المسجلة كما قام العديد من مقدمى خدمات المؤتمرات المرئية بتوفير تلك الخدمات مجانا للمساهمة فى المرور من تلك الأزمة الحالية بنجاح... احتاج الأمر أيضا الى إضافة وتدعيم القدرات الفنية لتلك المنصات فعلى سبيل المثال قامت مؤسسة على بابا بإضافة 100 ألف خادم جديد إلى السحابة Cloud  الخاصة بهم فى خلال ساعتين فقط لمجابهة الاقبال الشديد على استخدام الخدمات التى تقدمها وهو يعتبر أكبر رقم لعملية رفع كفاءة شبكة تم تسجيله على الإطلاق.

النقاشات الدائرة حاليا عما بعد كورونا وهل ستعود المنظومة التعليمية الى سابق عهدها أم ستتحول إلى الصورة الحالية ويتم الاستغناء عن المدارس أم سيتم الخروج بتصور ثالث جديد يعتمد على جزء يتم تدريسه فى المدارس وجزء آخر يتم تلقيه عن بعد فى المنازل خاصة أن الاستيعاب يزيد بنسب تتراوح بين 25%  إلى 60% مقارنة بالاستيعاب داخل قاعات الدرس  حيث يلتزم المدرس بالشرح بأسلوب جيد.. ربما يشعر بأنه مراقب طوال الوقت من الطلبة والآباء والمشرفين والجهات القائمة على جودة العملية التعليمية كما أن تقييمه يتم الحصول عليه لحظيا ويمكن أن يتم إرساله إلى الوزارة ويتم استخدام التقييم فى تحديد الراتب والترقية وأخلافة... كما أن التعليم عن بعد يمنح الطالب إمكانية التركيز على الأجزاء التى لم يستوعبها بالقدر الكافى وأن يتخطى الأجزاء السهلة كما يمكنه أن يعيد الدرس مرة ومرات بدون أن يتذمر الأستاذ أو يرفض.. كما ان التعليم عن بعد يوفر من 40% إلى 60% من الوقت مقارنة بالأساليب التقليدية أيضا فلا زى للمدرسة ولا اتوبيس ولا تضييع الوقت فى باقى الإجراءات التحضيرية داخل المدرسة وداخل قاعة الدرس أيضا.

الموضوع يحتاج إلى الدراسة بعناية من كل الأوجه.. وجهة نظر الوزارة والمدرسة والمدرس والطالب وولى الامر ومن الجوانب العلمية والإدارية والمادية أيضا إلا إنها بالفعل فرصة كبيرة لم تكن لتتأتى لأى دولة أن يستطيع تطبيقها بهذه السرعة-مع تباين الجودة من دولة لأخرى، ولذلك فإنه ربما تكون محنة كورونا هى الحل للكثير من مشاكل التعليم حول العالم حاليا.

تغريده: هل يمكن أن يعقد خبراء التعليم يوما ما حلقة نقاشية لبحث كيفية استغلال مبانى المدارس الكثير الزائدة عن الحد نتيجة التحول الى التعليم عن بعد؟....ربما.