السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
غزوة بدر

غزوة بدر

الأخذ بالأسباب وصدق النية وحسن التوجه إلى الله والاستعانة به أهم أسباب النصر لا شك أن رمضان هو شهر الانتصارات، ففيه كانت أول غزوة غزاها المسلمون وهى غزوة بدر الكبرى، حيث أكرم الله (عزّ وجلّ) المؤمنين بنصر من عنده على قلّة عددهم وعدتهم بالقياس إلى أعدائهم، يقول الحق سبحانه: «وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ* بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ» (آل عمران: 123 – 126)، فنزول الملائكة إنما كان لبث الطمأنينة فى قلوبهم، على أن الملائكة أنفسهم إنما نزلوا بأمر الله وثبتوا بتثبيته لهم. 



فإذا كنا مع الله بحق وصدق ألقى الرعب فى قلوب أعدائنا، وإذا حدنا عن منهجه وشرعته نزع من قلوب أعدائنا المهابة منا وألقى الوهن فى قلوبنا لبعدنا عنه، ومخالفتنا لأوامره، وعدم طاعتنا له، أو تقصيرنا فى الأخذ بالأسباب التى أمرنا أن نأخذ بها من إعداد أنفسنا بكل ما يتضمنه الإعداد من معان إيمانية وعسكرية واقتصادية، حيث أمرنا سبحانه وتعالى بذلك فقال: «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ” (الأنفال: 60).

فالأخذ بالأسباب وصدق النية وحسن التوجه إلى الله ( عزّ وجلّ ) والاستعانة به أهم أسباب النصر، يقول الحق سبحانه: «وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ»

ففى غزوة بدر أعد رسولنا «صلى الله عليه وسلم» وأصحابه ما استطاعوا من عدة، وكانوا حريصين على الشهادة حرص غيرهم على الحياة، وفيها أكرم الله «عز وجل) نبيه وعباده بالنصر المبين على قلة عددهم وعتادهم، لصدق نيتهم، وحسن توكلهم عليه، وأخذهم بما استطاعوا من أسباب.

على أن هذه الغزوة كانت كما نرى دفاعية يدافع المسلمون فيها عن أنفسهـم وأعراضهم وأموالهم ومدينتهم، فلم يكن خروجهم للقتال اعتداءً إنما كان لرد العدوان.

ومن ثمة فإننا إذا ما أعددنا أنفسنا: أخذًا بالأسباب، وأحسنا التوكل على الله والاعتماد عليه، كان النصر فى الدنيا، والفضل من الله تعالى فى الدنيا والآخرة.