
د. منى فتحى حامد
الزوجة بين نثريات الاشتياق
مرحبا بكِ أيتها الزوجة المخلصة الحنونة، وكيف لى أن أعرف بأن هذه صفاتكِ المكنونة الميمونة، وإننى أرتشف من همساتكِ نبرات الهمسات الحزينة.
هل أرى السبب فى ذلك عقدتى أوديب وإلكترا وعشق الذات والهُوٌية الفريدة .…
لا، فمن وراء صمتكِ صراخا آدميما وآهات مخيفة.
تكلمى سيدتى، فأنتِ الزوجة محور المقال والواقع والرؤى من النظريات المفيدة والحقائق الملموسة.
أنا الزوجة، لكنى لست بالروح الحبيبة،
وكيف لى أن أعشق؟ وقد طوقوا أحلامى بمعتقدات وأفكار قديمة.
منها:
* لن تتحدثين مع البنين بمرحلة الطفولة، فالإناث بمدارس وحدهن، والبنين بمدارس أخرى. * الدراسة الجامعية كارثة عند بعض الآباء، بسبب الاختلاط والتلازم والتواصل التعليمى بين الولد والفتاة..
* ميٌل حنان واهتمام الأم بالابن، وعلى التضاد الأب وميٌوله إلى الابنة، مما ينشأ عند الأبناء عقد نفسية مثل أوديب وإلكترا والأنا (أى عشق الذات والأنانية )..
* الزواج فى سن مبكرة، ينتج عنه الرسوب فى تحمل المسئولية وعدم إقامة علاقة سوية متزنة بين الزوج والزوجة، وأيضا فقد الوعى والفهم والإدراك عند التعامل فى تربية الأبناء. * عدم الوعى الثقافى من جهة الأسرة لتوضيح كيف تنشأ العلاقة الجيدة بين الزوجين، من ناحية الحنان والاهتمام والاحترام والحوار البناء.
* الختان، وما يتسبب به من أضرار جسدية ونفسية للمرأة، ويكون الأثر سلبيا فى التعامل الأسرى ومع الزوج بالأخص.
وبالنهاية أصبحت زوجة على لهيب الاشتياق، لكننى أهاب من الحياة ونظرة الأهل والمجتمع بتوضيح السلب أو الإيجاب فى العلاقة الزوجية، أهاب من الزواج والارتباط، أجهل الثقافة والمعرفة لإنجاح وإتمام فكرة الزواج بنجاح.
أهاب عن التحدث بما أحتاج وأشتاق إليه من دفء ورغبات، خوفا من وجهات النظر بالعادات المجتمعية الشرقية، التى تغلق النوافذ فى وجهى كامرأة تُعبِر عن ما تهواه أو ما تعشقه، كى أشعر بالسعادة وهدوء الذات.
أنها زوجة لها حقوق وأمنيات وأحلام، فإلى متى يغلغلها الحنين إلى دفء السعادة مع أنفاس الحبيب، لكنه واأسفاه، تمنى غير متاح؟