السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قبل الكورونا بقليل

قبل الكورونا بقليل

خلال شهر أغسطس 2019 قامت شركة مايكروسوفت اليابان بعمل تجربة حيث قامت بتقليص أيام العمل إلى أربعة أيام فقط - تم إعطاء يوم الجمعة إجازة خلال الشهر- كما تم تقليص زمن الاجتماعات إلى 30 دقيقة فقط والتوسع فى الاجتماعات عن بعد بديلا عن الاجتماعات التقليدية. تلك التجربة أو هذا المشروع والمسمى تحدى اختيار العمل والحياة Work-Life Choice Challenge Summer 2019 تم تطبيقه على حوالى 2300 موظف فى اليابان وكانت النتائج مبهرة حيث زادت الإنتاجية بـ39.9% أى حوالى 40% مقارنة بشهر أغسطس من العام السابق (2018). لم يكن الأمر مرتبطا بزيادة الإنتاجية فقط بل بتقليل النفقات أيضا حيث لاحظت الشركة وفرا فى استهلاك الكهرباء بحوالى 23..1% وباقى مواردها الأخرى أيضا ومنها خفض فى حدود 58.7% فى أعداد الأوراق المطبوعة... إلخ.



ما يدعو للدهشة وربما لخبراء الإحصاء هو أنه تقليل يوم واحد فقط والذى يمثل 20% من وقت العمل الأسبوعى والشهرى لم يؤثر فى بنود الوفر بنفس النسبة بل بنسب أكبر كما سبق الإشارة إليه و أن الإنتاجية زادت بنسبة غير مسبوقة وهى نسبة ربما أن وضعت كمستهدف للشركة أن تحققه لكان خبراء التخطيط والموارد البشرية فى المؤسسة قد قاموا بتقديم مقترحات وخطط التطوير والاحتياجات البشرية والمادية لتحقيق تلك المستهدفات وفى الغالب كانت ستحتوى على الاحتياج إلى المزيد من الموظفين والأجهزة ومساحات العمل وخلافه و لن يخطر ببال أى من خبراء تحليل الأعمال أن يحدث خفض أيام العمل إلى 4 أيام فقط مثل تلك النتائج المبهرة.

ولكن مع كل الاحترام لتلك التجربة إلا أنه لا يمكن اعتبارها أمرا مؤكدا لعدة اعتبارات منها قصر زمن التجربة وأيضا المقارنة بشهر من عام سابق ربما تكون هناك متغيرات مختلفة ساهمت فى إحداث تلك القفزة الكبيرة هذا بالإضافة إلى طبيعة عمل الشركة والتى من الطبيعى أن تؤثر بنسبة لا يستهان بها فى مدى فاعلية تلك التجربة فعل سبيل المثال أن تم هذا الأمر فى مستشفى مثلا فلا أتوقع أن تكون النتائج هكذا ولكن سيكون من الصعب أيضا تحديد النسب المتوقعة.

نتائج هذه التجربة تم عرضها فى شهر نوفمبر 2019 أى قبل أن تهاجمنا جائحة كورونا وتؤدى بالعالم كله إلى البقاء فى المنزل واللجوء إلى أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى العمل والتعلم عن بعد وخلافه... أتصور أن على المركز البحثية أن تبدأ فى إعداد خطة لمجموعة من الدراسات البحثية لاستشراف الشكل والنمط المناسب للعمل والتعلم فى المستقبل آخذين فى الاعتبار عدم الالتزام بالقواعد السابقة بل يجب اختبار كل الفرضيات ومنها ساعات وأماكن وأسلوب العمل والتعلم وغيرهما الكثير.