الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
مجلس الأشراف العالمى

مجلس الأشراف العالمى

خلال الساعات الماضية تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر إنشاء شركة فيسبوك لما اسمته «مجلس الأشراف العالمى» والذى يضم 20 عضوًا يمثلون بقدر الإمكان أغلب الاتجاهات والتوجهات والإيديولوجيات المختلفة ومن ضمن مقومات هذا التنوع أن أعضاء هذا المجلس قد عاشوا فى 27 دولة ويتحدثون 29 لغة.



يشمل المجلس على عدد من رجال السياسة والقضاة والشخصيات العامة منهم أول سيدة تشغل منصب رئيس وزراء الدنمارك وأيضا أول سيدة عربية تحصل على جائزة نوبل للسلام.

بالطبع الزوبعة المثارة فى المنطقة العربية حول تعيين المرأة العربية الوحيدة توكل كرمان تلك المعروفة بتوجهاتها وارتباطها بجماعة الإخوان الإرهابية.

مجلس الأشراف العالمى بدأ مارك زوكربيرج بالحديث عنه منذ ما يقرب من عام ونصف-نوفمبر 2018- مع الوعد بأن يتم التشكيل والانطلاق فى 2019 وهو ما تأخر حتى أيام قليلة مضت.

تم اختيار أربعة أشخاص كنواب للرئيس وقامت شركة ماكينزى بالمعاونة وعمل بوابة إلكترونية يتم من خلالها ترشيح باقى الأعضاء ثم تمت عملية الاختيار من خلال لجنة تشمل الأربعة الأساسيين ومن خلال معايير تراعى التنوع والتخصص والشفافية-على حد قولهم- تم اختيار باقى الأعضاء.

مهام المجلس تبدو براقة ولا يمكن أن يرفضها أحد فهو يتحدث عن متابعة محتوى ما ينشر على الفيسبوك والانستجرام لضمان حقوق الإنسان وحرية النشر والتعبير وحماية حقوق الأقليات وتقليل الاحتقان السياسى بين مناطق العالم المختلفة وخاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا كما يعمل على نبذ خطاب الكراهية... إلخ

من المتوقع أن يقوم المجلس بدراسة القضايا التى سيتم إحالتها إليه من كل من إدارة الفيسبوك ومن مستخدميه على حد سواء... تخوف قطاع كبير من جمهور الفيسبوك العربى يأتى من اختيار توكل كرمان وخوفًا من قيامها بالتحضير لقرارات إتاحة أوحذف ما يتوافق مع توجهاتها وبما يضر بالمصالح القومية للدول العربية وأيضا المساهمة فى تغيير ثقافة الشباب والنشء على المدى المتوسط والطويل وهى تخوفات مشروعة ولكن لا يجب أن يكون بداية الإحساس بهذا القلق والتوتر منذ اليوم فقط فالقضية أكبر وأعمق وأكثر تعقيدًا من ذلك... فلا الفيسبوك ينتظر نصيحة من توكل كرمان وهذا المجلس –المعلن- وأقول هنا «المجلس المعلن» وذلك للتفرقة بينه وبين المجموعات المتعددة التى تعمل من خلف الستار... لهذا المجلس أغراض أخرى ترتبط أكثر بالضغوط التى تمارس على شركة الفيسبوك فى أمريكا وأوروبا وتصل بها أحيانا إلى ساحات المحاكم باتهامات متنوعة منها ما هو مرتبط بجوانب اقتصادية ومنها ما هو مرتبط بقصايا سياسية-انتخابات واستقطاب سياسى وغيرهما- وأيضا ما هو مرتبط بحقوق الإنسان وخطاب الكراهية وحماية حقوق الأقليات والتحريض على العنف والإرهاب وخلافه.... تلك القضايا التى اتصور أن مارك زوكربيرج بإنشائه لهذا المجلس سيكون فى موقف أفضل وقضايا أقل, حيث سيعمل هذا المجلس على معالجة تلك القضايا بقدر الإمكان قبل أن تستفحل وتصل به إلى ساحات القضاء.

وجود هذا المجلس هو المسمار الأخير فى نعش من لا يتبنى نظرية المؤامرة والتوجيه ويعتقد أن شبكات التواصل الاجتماعى هى ساحات مفتوحة وعشوائية وطبيعية.