الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الانتصار على النفس

الانتصار على النفس

قد يعتقد البعض أن الانتصار يكون فى المعارك والصراعات، لكن هناك انتصارا أعظم وأهم من تلك التى تحدث بعد معركة أو صراع مع الغير.. إنه الانتصار على النفس.. تلك النفس التى لا تزال تدفع صاحبها للسوء فى كل وقت.. وتريده ان يشبع رغبتها فى ملذات الدنيا حلال كانت أو حراما.



إن النفس تجعل من الإنسان فى صراع للنيل من ملذات الحياة فيتمنى الغنى وكثرة الأبناء، والشهوات، وهنا يأتى الصوم وشهر رمضان ليعين الإنسان على نفسه فيكسر فيها شهوة الرغبات، ويلجمها بالطاعات والعبادات فتقف النفس أمام حائط صد اسمه الطاعة والقرب من الله ، وتزاداد مناعة الإنسان ومقاومته لنفسه، فإذا ما استمر على تلك المقاومة قارب للوصول إلى طريق مراقبة الله.

وما أن يصل الصائم إلى طريق المراقبة فيصوم مخلصا لله، ويقوم طمعا فى رحمته حتى يصل إلى مرتبة أعلى وهى الحب فى الله، فيرى نفسه تسير وفق أمره فى طاعة الله، حيث يسيطر عليها القلب الممتل بنور الله وحبه.

إن تطهير النفس فى رمضان هى منزلة لا يدركها كل إنسان وإنما يدركها من كانت له عزيمة على ان يجعل من الصوم بداية جديدة لحياته، فيعيد النظر فى كيفية التعامل مع الناس، ومقاومة الحسد للغير، ورفض غيبة الآخرين أو ذكرهم بامور يكرهونها.

وما أن تطهير النفس بالصوم فى هذا الشهر الفضيل يصل الانسان إلى تحقيق الإيمان فى القلب، ويقويه بزيادة الذكر والتعبد والصلاة، والدعاء فيتحقق به الهداية والفلاح، مصداقا لقوله تعالى: «قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى».

إن الوصول إلى النفس المطمئنة التى تناجى ربها يتحقق لصاحبها الثواب الذى جعله الله لعباده الصائمين، حيث أصبح الاخلاص والمراقبة والمحب هم دليله فى طاعة الله والقرب منه.. وفقنا الله جميعا إلى الانتصار على انفسنا والفوز بحبه وحب ما يقربنا إليه.