الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكهرباء طوارئ وطنية

الكهرباء طوارئ وطنية

فى الأول من مايو وقع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمرا تنفيذيا للإعلان أن الهجمات السيبرانية الخارجية على محطات وخطوط الكهرباء تستوجب رفع درجة الاستعداد واعتبارها حالة طوارئ على المستوى الوطنى.



الأمر التنفيذى يشير الى ازدياد محاولات الاختراق لتلك الأنظمة وأيضا لاكتشاف العديد من الثغرات فى بعض المكونات المادية، مما جعل الأمر التنفيذى يحتوى أيضا على منع اقتناء أو استيراد أو نقل أو تركيب بعض المكونات المادية الحساسة من مجموعة من الشركات الأجنبية المحظورة والمنافسة.

يشمل أيضا تشكيل فريق عمل على مستوى اكبر الجهات الأمنية وبقيادة وزير الطاقة وذلك للعمل على حماية الأمن القومى الأمريكى من تلك التهديدات .. لم يشر الامر التنفيذى الى أسماء الشركات او المنافسين الخارجيين.. بالطبع تشير التوقعات الى كل من روسيا والصين والشركات الوطنية لديهما ...يأتى هذا بعد صدور العديد من التقارير الأمنية التى تحذر من خطورة المكونات المادية الداخلة فى عمل أنظمة وشبكات الكهرباء، والتى يتم استيرادها من هاتين الدولتين.

الجدير بالذكر أنه قد تم فى فبراير 2018 انشاء مكتب وطنى للاستجابة لطوارئ الامن السيبرانى وامن الطاقة Office of Cybersecurity ,Energy Security and Emergency Response (CESER)، وذلك لوضع ومتابعة تنفيذ خطط واستراتيجيات وإجراءات تأمين الأنظمة الحيوية فى مجال الطاقة، وهو الذى ربما جراء مراقبة تلك الأنظمة قد أعد تقريرا رفعه الى الرئيس الأمريكى لرفع الامر الى مستوى الطوارئ على المستوى الوطنى. جدير بالذكر الى ان مكاتب الاستجابة لطوارئ الامن السيبرانى هامة جدا ويتم انشاء مكاتب قطاعية طبقا للمنظومة المطلوب حمايتها فنجد تواجد فى القطاع المالى والمصرفى وفى القطاع الصناعى وفى قطاع الطاقة وبالطبع فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات...  الخ

وعلى مستوى الحكومات والمؤسسات والشركات يتم أيضا اضافة عنصر جديد فى البناء التنظيمى يرتبط بأمن المعلومات ومتابعة إجراءات الحماية المطلوبة وتنفيذها والتنسيق مع مكاتب الاستجابة للطوارئ فى المستوى الوطنى، حيث تقوم تلك المكاتب بالتنسيق على المستوى الدولى أيضا لتبادل المعلومات الأمنية وتعظيم الاستفادة من أساليب العمل والخطط والاستراتيجيات وأيضا الدروس المستفادة من التجارب المختلفة، بالإضافة الى رفع كفاءة العنصر البشرى وتنسيق حملات التوعية والمؤتمرات والمنتديات على المستوى المحلى والإقليمى والدولى على حد سواء.

يبقى السؤال هل ما قام به الرئيس الأمريكى من إجراءات ستقوم بحماية منظومة الكهرباء بصورة تامة؟ وتأتى الإجابة المباشرة «لا لا يجود حماية تامة ولكنها حتما ستقلل من فرص واحتماليات حدوث تلك الهجمات»...بقى ان نقول ان تأثير تلك الهجمات يتراوح بين أعمال تخريب تامة للمحطات والشبكات او لأجزاء منها أو على الأقل تعطيل تقديم الخدمات لفترات زمنية قد تكون كبيرة..  من المتوقع ان تكون باقى الدول التى تعتبرها الولايات المتحدة منافسة أو معادية  قد بدأت أو فى طريقها للبدء فى اتخاذ إجراءات مماثلة مع المنتجات الأمريكية فى حرب متعددة الابعاد لا يمكن توقع نهاية أو نتيجة قاطعة لها على الأقل فى المستقبل القريب.