الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 معتكفون بلا مساجد

معتكفون بلا مساجد

أقبلت علينا العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وتعلقت النفوس بسنة الاعتكاف التى حرص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما لها من عظيم فضل وجزاء، لاسيما مع زيادة الفضل فى  هذه الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، بل إنه صلى الله عليه وسلم اعتكف  قبل وفاته عشرين يوما، حيث روى  عن أبى هريرة -رضى الله عنه-: (فَلَمَّا كانَ العَامُ الذى قُبِضَ فيه اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا، وعُلِّل اعتكاف النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم عشرين يوماً قبل وفاته بعدّة أسبابٍ، منها: أنّه كان يتدارس القرآن مع جبريل -عليه السلام- مرّةً كلّ عامٍ، و قد تدارساه فى العام الذى قُبِض فيه مرّتَين، فلزم ذلك الاعتكاف عشرين يوماً، وقِيل لأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان قد أحسّ باقتراب أَجَلِه، فرَغِبَ فى الاستكثار من العبادات، والأعمال الصالحة، وقِيل إنّه اعتكف عشرين يوماً؛ شُكراً الله -سبحانه- على ما أنعم به عليه، وبما فضّله به.



ولكن ما لا يعلمه كثيرون أن الاعتكاف وان كانت عبادة  حث عليها رسول الله إلا أن الرسول صلى الله عليها وسلم  لم  يعتكف عندما رأى تكاثر خيم زوجاته للاعتكاف بالمسجد حفاظا على مكانة المسجد، فى البخارى عن عائشة رضى الله عنها قالت كان النبى صلى الله عليه وسلم يعتكف فى العشر الأواخر من رمضان فكنت أضرب له خباء فيصلى الصبح ثم يدخله فاستأذنت حفصة عائشة أن تضرب خباء فأذنت لها فضربت خباء فلما رأته زينب ابنة جحش ضربت خباء آخر فلما أصبح النبى صلى الله عليه وسلم رأى الأخبية فقال ما هذا فأخبر فقال النبى صلى الله عليه وسلم ألبر ترون بهن فترك الاعتكاف ذلك الشهر ثم اعتكف عشرا من شوال».

وإذا كان رسول الله ترك الاعتكاف حفاظا على المسجد، فان ترك الاعتكاف  بالمساجد أولى إن كان المقصد منه حفظ النفس البشرية، بل إن الالتزام بالقرارات الاحترازية التى اتخذت بمنع الاعتكاف وغلق المساجد منعا لانتشار المرض عبادة شرعية يثاب الإنسان عليها، كما أعلنت دار الإفتاء المصرية.

كما أن المعذور له أجر الاعتكاف فى المسجد تمامًا، ان كان حريصا عليه من قبل، ومن الممكن ان يعتكف المسلم على العبادة ويزيد منها فى العشر الأواخر من رمضان وأن يخلص النية لله بأن طاعته هى اعتكاف روحى له عز وجل، فيثاب بأجر الاعتكاف وإن كان بلا مسجد، بل يزداد ثوابه إن استطاع أن ينشر ثقافة الطاعة بين أهله فيزيدوا من العبادة فى العشر الأواخر من رمضان .. ونسأل الله أن يرفع عنا البلاء، ويحفظ بلادنا من كل شر وبلية.