الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ليلة القدر

ليلة القدر

فى رمضان من كل عام وبالتحديد فى الليالى الفردى من العشر الأواخر من الشهر المبارك يظل المسلمون يتحرون ليلة القدر التى قال عنها إنها ليلة خير من ألف شهر.. ويتبع كثير منا الأحاديث والروايات التى قيلت فى شأن تلك الليلة وتحريها فى الليالى الفردية.



وحقيقة الأمر أن ليلة القدر من الأمور التى لا يعلم وقتها إلا الله، ولا تتحصل إلا بالإخلاص، فإذا كان الإنسان يظل يتبع ويتحرى تلك الليلة من خلال الوقت والزمن فقط فعليه أن يوقن أن تحريها يكون بحقيقة القرب من الله.

فالله جعل علامة القبول فى مختلف الطاعات بسلامة القلب و النية وبالتصافى وبالتصالح. 

ومهما حرص المسلم على الطاعة فى ليالى رمضان كلها ولم يخلص النية فى الطاعة كمن يقضى العبادة بصورة حسابية بعيدة عن الاستشعار بأهمية العبادة فلا يمكن أن يوفق إلى ليلة القدر. 

كما أن ليلة القدر لا يدركها عاق لوالديه، ولا قاطع لرحمه، ولا مدمن للخمر، هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن كان فيه خصلة من هذه الخصل المذمومة – وهى خصال لا ينبغى أن تكون فى مسلم- فعليه أن يدعها حتى يكون من أهل ليلة القدر.

ولا أكون مبالغا إذا قلت أنه لايدرك ليلة القدر من خالف المصلحة العامة للناس وسعى إلى الطاعة على حساب حفظ أنفس الناس.. معتقدًا أنه بمخالفاته تعليمات الدولة يؤدى الطاعة لله، مع أن الله أمرنا بإطاعة ولى الأمر.

ولا يزال علماء الأزهر الشريف يؤكدون أنه إذا كان الإنسان متحريًا إلى ليلة القدر فعليه أن يجتهد فى العبادة وأن يقوم ليالى رمضان، والقيام فى ليالى رمضان، ويجتهد فى العبادة.

ومما ورد فى ليلة القدر أن الملائكة تسيح فى الأرض تمر على المصلين وعلى الراكعين وعلى القائمين تسجل أسماءهم وترفعها إلى الله عز وجل وتشهد لهم عند رب العالمين ليكونوا من أهل ليلة القدر، ويكفى أن يتحقق لمن أصاب تلك الليلة ثواب عبادة ألف شهر.. جلعنا الله وإياكم من أهل تلك الليلة.