الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الزكاة وتطهير النفس

الزكاة وتطهير النفس

على الرغم من أن  الزكاة ركن من أركان الإسلام، إلا ان لها اهداف ومقاصد محققة ليس للفقير فحسب بل وللغنى الذى يحافظ على أداءها ، فالزكاة  فرضها الله تعالى على الأغنياء من المؤمنين فى السنة الثانية من الهجرة، لتكون باب إعانة للضعيف وإغاثة للملهوف، ومساعدة العاجز وتقويته على أداء ما افترضه الله عز وجل عليه من عبادات وقيام بواجب الأمة والأسرة قدر ما يستطيع.



وعلى جانب الأغنياء فإن الزكاة  تحقق تطهير نفس المؤدى من انجاس الذنوب وتزكى أخلاقه فيتخلق بالجود والكرم وترك الشح والبخل، قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)  وتعد زكاة الفطر مطهرة للمسلم من نقائص العمل التى قد تصيب طاعته أثناء رمضان ، فلا يرفع صوم ولا طاعة فى هذا الشهر المبارك إلا باداء تلك الزكاة التى  تغنى الفقير رعن ذل السؤال فى يوم العيد حيث يكون لديه قوت يومه.

ولا يظن البعض أن زكاة  الفطر تغنى عن زكاة المال حيث  نرى البعض يكتفى باداء زكاة الفطر ويرى انه ادى ما عليه دون ان ينظر إلى حق الفقراء فى زكاة ماله ، فالله سبحانه أنعم على الأغنياء وفضلهم بصنوف النعمة والأموال الفائضة عن الحوائج الأصلية وخصهم بها فيتنعمون بلذيذ العيش. وهى نعمة تستحق الشكر، وشكر النعمة فُرض عقلاً وشرعاً. وآداء الزكاة للفقير من باب شكر النعمة فكان فرضا والأدلة على ذلك كثيرة فى قرآن وسنة وأثار.

ويكفى من يؤدى زكاته انه يقوم بتطهير المال من الآفات والنقصان والتلف والتآكل، كما تزيد من هذا المال ، ولذلك عرف العلماء الزكاة بأنها نماء حيث يتحقق فى المال بفض تلك الزكاة البركة والزيادة 

إن الله فرض العبادات لتحقق سعادة الإنسان  فى الدنيا والآخرة ، فكانت الصلاة راحة للنفس والقرب من الله تعالى، وكان الصوم ميزة للمسلم تجعل بينه وبين ربه طاعة سرية فلا يطلع على حقيقة صوم العبد إلا الله ، وتأتى الزكاة لتكون طريقا لصلاح النفوس بين الغنى والفقير، وتحقيق الاستقرار والنماء فى المجتمع ، وتقليل نسبة الفقر قيه ، ثم ياتى الحج حيث اظهار وحدة المسلمين وتجمعهم على كلمة لا إله إلا الله محمدا رسول الله، فليكن كل منا مخلص فى اداء العبادات  جميعها، دون ان يأتى بركن ويرتك الاخر طمعا فى دنيا، أو غنى فان.