الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكورونا وسنينها

الكورونا وسنينها

«العالم بعد كورونا لن يعود كما كان قبل كورونا» جملة سمعناها مرارا وتكرارا على كل المستويات وفى كل المنتديات وبكل لغات العالم الأمر الذى دعانى إلى التفكير فى كتابة سلسلة من المقالات حول المستقبل فى ظل الكورونا.. وفكرت أن يكون عنوان تلك المقالات هو «الكورونا وسنينها»..أعجبنى العنوان للوهلة الأولى ثم سرعان ما استشعرت مدى كأبة وسوداوية هذا العنوان.. الكورونا وسنينها.. هل ستستمر الكورونا لسنوات؟ هل سيستمر مسلسل الإصابات وتساقط الضحايا والاستنزاف للموارد البشرية والمادية لمجابهة المرض؟ هل ستستمر القطاعات المتأثرة حاليا فى التوقف أو الاختفاء التام؟ الكورونا وسنينها عنوان قاتم.. فكرت أن أخففه فيصبح «أيام الكورونا» ثم أحسست أن تلك العناوين مناسبة أكثر كعنوان لفيلم سينمائى أو مسلسل تليفزيونى.



وفى حقيقة الأمر لا يمكن التكهن بالمدة الزمنية التى ستستمر الكورونا فيها معنا.. هذا يعتمد على عوامل كثيرة منها سرعة اكتشاف العلاج والمصل وأيضا نسب ومعدلات الإصابة والوفيات أيضا ولكن من المؤكد أن الكثير من التصرفات ستتغير حتى بعد إعلان منظمة الصحة العالمية يوما ما أن العالم قد أصبح خاليا من الكورونا أو على الأقل السيطرة على معدلات الإصابة وحصار المرض فى دول أو مناطق بعينها مثلما هو الحال على سبيل المثال مع الحصبة وشلل الأطفال وغيرهما.

أنماط التعايش فى زمن الكورونا تحمل العديد من التساؤلات والملاحظات التى ربما ترسم البسمة على الشفاه فى أوقات الترقب والقلق والتوتر والخوف.

ارتداء الجميع للكمامات يفتح المجال للمقارنة بين أشكال الكمامات وأسعارها.. كما أن ارتداء الكمامات يجعل من الصعوبة على الأصدقاء التعرف على بعضهم البعض فى الأماكن العامة.. الكمامات أيضا تصعب المهمة عند تفريغ كاميرات المراقبة للتعرف على لص أو مجرم.. ارتداء الكمامة له شروط طبية حتى لا تتحول الكمامة نفسها إلى مصدر للوباء بدلا من أن تكون وقاية وحماية.

الكمامات غير الطبية لا تقى من الفيروسات على الاطلاق... إنها مجرد قطعة من القماش تقى من الأتربة والغبار فقط لا غير.

زمن الكورونا يجعلك تلاحظ أمور فى غاية الغرابة.. أى شخص يجلس لمؤتمر مرئى أو للعمل عن بعد تستطيع بسهولة أن تعرف أنه مصرى من وجود «الكرانيش» بين الحائط والسقف فى كل الغرف.. موجودة أيضا فى المطابخ ودورات المياه.. باقى دول العالم لا تجدها تقريبا.. حائط وسقف متصلين معا ببساطة وبدون تعقيدات.... ذكرتنى تلك الملاحظة بما قاله أحد الزملاء فى منذ عدة سنوات بخصوص «زبيبة الصلاة» التى لا تراها الا فى مصر أيضا.

عودة إلى الكمامة هل ستتطور إلى وجود كمامات تعمل بالكهرباء ويكون لها قطع غيار ومراكز صيانة.... القفازات حدث ولا حرج... البعض يراها غير مجدية طالما يقوم بتعقيم يديه كل نصف ساعة مثلا ولا يضع يده فى أنفه أو عينه أو فمه ولا يقوم بمصافحة أحد.. المصافحة؟؟؟؟ ما معنى هذه الكلمة؟؟؟.. لا أتذكر متى كانت آخر مرة قمت بهذا الفعل. تغريدة: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا-حديث شريف