الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فتور العبادة بعد رمضان

فتور العبادة بعد رمضان

قد يعتقد البعض أن بذل الجهد فى الطاعة والعبادة يرتبط بشهر رمضان فقط، فما إن ينتهى هذا الشهر الكريم إلا وتفتر الهمة لدى الكثير من الناس ، ويظن أنه أدى طاعة فى شهر رمضان تكفيه طوال العاام ولا يعلم أن علامة قبول  الطاعة  هو الاستمرار عليها بل ، والعمل على التقدم فيها.. إن مراقبة الله (عز وجل)  وطاعته لا ترتبط  بوقت  معين بل هى واجبه فى كل الأوقات والأحوال،  فبهذه المداومة يؤدى إلى تطبيق عملى لقوله تعالى  :» إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ»  ، وقد سأل أحد الصحابة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) فقال : يا رسول الله ، قل لى فى الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك ، قال : «قُل : آمنتُ بالله ثمَّ استقم».. والناس قد يصيبهم فتور فى العبادة  بعد رمضان  وهذا  قد يكون علامة  على ضعف الهمة والعزيمة ف يالطاعة ، وانصياع للنفس فيما  تدفع الإنسان له ، وهذا الفتور يصاحبه غفلة تقود الانسان إلى نسيان الطاعة ولذتها ، بل وقد تجعله يقع فى فخ شبهات الحرام  ويتناسى  حقيقة  ان لكل شيء أجل.. إن مقاومة الفتور فى الطاعة بعد رمضان يتطلب إلحاق عبادة الصوم بالطاعات ولذلك نجد رسول الله يوجهنا لذلك فجعل صوم الست من شوال عقب يوم الفطر من تمام الإيمان وكمال صوم الدهر  حيث يقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم :» من صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر))؛ رواه مسلم، وقد سُئلت  أم المؤمنين عائشة ( رضى الله عنها) كَيْفَ كَانَ عَمَلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الْأَيَّامِ ؟ قَالَتْ : « لَا كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً ، وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَسْتَطِيعُ «.. فعلينا إن لم نستطع ان نديم  مضاعفة  العبادات  التى كنا نؤديها فى رمضان  فعلينا أن نجعل بعضها دائم فى حياتنا عقب رمضان ، فليتمسك كل منا باحد الفضائل التى كان يحرص عليها فى رمضان  مثل الصدقة ، ومساعدة الآخرين ، وملازمة الدعاء والتضرع إلى الله.. جعلنا الله واياكم ممن اقبلوا على طاعته فى كل وقت.