السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
احتراق الموظف

احتراق الموظف

تعبير احتراق الموظف Employee Burnout هو تعبير يستخدم للدلالة على بعض الأعراض التى تصيب بعض الموظفين جراء زيادة احمال ومهام ومسؤوليات العمل عليهم بصورة أكثر من احتمالهم وايضا غزو العمل واحتلاله لمساحات أخرى من المفترض أن تكون مخصصة للأسرة أو للراحة وأحيانا للنوم والأكل وخلافه.... أعرف بعض الموظفين لا يجدون وقتا للذهاب الى الطبيب أو لصالون الحلاقة... يأخذ الوقت كل الوقت.... هذا الامر يحدث لأسباب كثيرة منها ان صاحب العمل يميل الى ان يجعل عدد الموظفين اقل كثيرا من المهام والمسؤوليات وذلك من اجل تقلقل الانفاق وزيادة الربحية... سبب اخر مرتبط بالموظف نفسه... نميل دائما الى الاعتماد على الموظف الكفء القادر على الانجاز محل الثقة....وعندما يأتى الى المدير المزيد من المهام فانه بصورة اوتوماتيكية يقوم بإسناد تلك المهام الى نفس الموظف الكفء النشيط الماهر محل الثقة.



لن يشعر احد بوجود مشكلة ربما على المدى القصير والمتوسط ولكن على المدى الطويل فان هذا الموظف سيحترق... سيصبح اكثر عصبية واكثر انفعالات وربما يصاب بالاكتئاب وبالأمراض ايضا... مع الاحساس المستمر بالإجهاد البدنى والنفسى فان هذا الموظف –المحترق- قد يبدأ فى اداء الاعمال باسلوب ليس هو المعتاد منه... وتكون النتيجة ليست على ما يرام... ليست النتيجة المتوقعة من هذا الموظف الذى كان يوما ما موظف ماهر ونشيط ومحل ثقة ويؤدى الاعمال بكفاءة ودقة. ومن هنا تصاعدت موجات من الحديث عن توازن العمل والحياة Work-Life-Balance حيث تهدف الى تنظيم اوقات العمل والراحة والتسلية والترفيه وباقى الانشطة الاسرة والاجتماعية المختلفة ويكون الغرض هو احداث التوازن الذى يمنح الموظف حياة بجودة افضل وتحميه من الوصول الى مرحلة الاحتراق.

فى عصر المعلومات والتسارع الرهيب الذى نراه حولنا فى كل شيء فإن الامر يزداد صعوبة ومع وباء كورونا وضرورة الالتزام بالبقاء فى المنزل للأسر كلها وزيادة الاعتمادية على ادوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإدارة العمل عن بعد من خلال الشبكات الممتدة التى تتيح الدخول على الانظمة الفنية بالشركات والمؤسسات الحكومية وكذا ايضا ادارة الاجتماعات عن بعد. هذه التسهيلات بالرغم من انها اسعفت الكثير من المنظمات وخففت كثيرا من الاثار السلبية للإجراءات الاحترازية المرتبطة بالبقاء فى المنزل الا ان لها مجموعة من الاثار السلبية وخاصة مع بقاء تلاميذ المدارس فى المنازل ايضا وعليه فقط اصبح العبء وخاصة على الام العاملة مضاعفا... فمن الاعتناء بالبيت والاولاد ومتابعة تعلمهم الرقمى الذى يتم ادارته عن بعد بالإضافة الى العمل الخاص بها.... نجد ان هذا يؤدى الى تداخل وطغيان للعمل على باقى الحياة... نسب احتراق الموظفين تضاعفت بعد مرور شهر من الحظر...اجتماعات كثيرة وتوقع ان يكون الموظف متاحا لمدد عمل اطول مما يصيبه بإرهاق حقيقى وتشتت وتأكل لمساحات التسلية والراحة...ربما لان الامر كله اتى بسرعة وبصورة فجائية...ربما لأننا لم نتعرف على باقى الجوانب التنظيمية لهذا الاسلوب من العمل وخاصة عندما يكون هو القاعدة وليس الاستثناء....ربما نحتاج الى دراسات متخصصة لكيفية احداث التوازن المطلوب....البعض يتحدث عن بعض الاجراءات البسيطة التى يستطيع ان يقوم بها الموظف للإقلال من هذا الاجهاد....منها الاستيقاظ مبكرا كأنما سيذهب الى العمل بالفعل ويقوم بروتين حياته اليومية منذ الاستيقاظ بأسلوب طبيعي...ان كان يحصل على حمام صباحى فليحصل عليه...ان كان يقوم بالتريض لمدة قبل الذهاب للعمل فليقم بذلك....يجب ايضا ان يخصص جزء فى المنزل ويرتب المكتب بأسلوب احترافى كأنه المكتب الموجود فى محل عمله...ارتداء الملابس الرسمية او شبه الرسمية...استخدام الكاميرا...القدرة على ان يقوم بترتيب اجندة المواعيد الرقمية ليقوم بالاعتذار عن اجتماع ان لم يكن مناسبا او كان لديه ارتباط اخر...هذا لان البعض ينضم الى ثلاثة اجتماعات الكترونية فى نفس الوقت وهذا ان كان ممكن الكترونيا الا انه غير ممكن انسانيا.عزيزى موظف ما بعد عصر الكورونا...احترس وانتبه...قد تحترق اسرع من زميلك الذى لم يعاصر هذه التقنيات.