الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رسول الله أمان لأمته

رسول الله أمان لأمته

أكرم الله تعالى أمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) من أجله (صلى الله عليه وسلم )، فقال سبحانه: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم):» أنزل الله تعالى أمانين لأمتى (الأمان الأول): « وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ « إكرامًا له (صلى الله عليه وسلم)، و(الأمان الثانى): «وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»، ولما نزل قوله سبحانه: «قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ»، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «سألتُ ربى ثلاثًا، فأعطانى اثنتينِ، ومنعنى واحدةً ؛ سألتُ ربى أنْ لا يُهْلِكَ أمتى بالسَّنةِ، فأعطانيها، وسألتُهُ أن لَّا يُهْلِكَ أمتى بالغرَقِ، فأعطانِيها، وسألْتُهُ أن لَّا يَجْعَلَ بأسَهم بينَهم، فمنَعَنِيها»، ويقول سبحانه:» وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ»، ولذلك فإن النبى (صلى الله عليه وسلم) أمان لأمته، وهى مرحومة ببركته (صلى الله عليه وسلم) ولما طلب الكفار والمشركون من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يأتيهم بآية كونية، فقالوا: «لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا، أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا، أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا، أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِى السَّمَاءِ «.... قال رب العزة لنبينا (صلى الله عليه وسلم): «وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ» فأُهلكوا، ولو أنا أرسلنا لهم آية كونية فكذبوا بها أهلكناهم، ولكن إكرامًا لك نمهلهم ونجتبى منهم، « وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا»، فكان عاقبتهم الإهلاك، «وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا»، إنذارًا وتنبيهًا.



إن الله تعالى هو الملجأ والملاذ فى كل كرب وشدة، يقول سبحانه: «قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ»، من كل محنة وشدة، «تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ، قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ»، ويقول سبحانه: «هُوَ الَّذِى يُسَيِّرُكُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِى الْفُلْكِ» فى السفن، «وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ» هادئة مستقرة، والبحر مستقر، «وَفَرِحُوا بِهَا «بالأجواء وبالهدوء، وما بين طرفة عين وانتباهتها، «جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ «، هذه المرة،» لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ،، فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِى الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ «، كعادة الإنسان.  قال تعالى: «وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا» أى  على حالته فإذا كان على جنبه فلا ينتظر القعود، وإذا كان قاعدًا فلا ينتظر الوقوف،» فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ»، الذى كان به، « مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، فالله الذى نجاكم من الشدائد قادر عليكم، لا يعجزه أن تكونوا فى أى مكان.