السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اكتئاب العيد

اكتئاب العيد

قبل أن يبدأ عيد الفطر هذه العام وفى ظل الإجراءات الاحترازية المرتبطة بالسيطرة على انتشار فيروس الكورونا تكثر النقاشات بين الأصدقاء والأفكار الفردية والتى تحتوى على إشارات سلبية تشير إلى أن هذا العيد الاستثنائى سيكون فى غاية الكآبة.. فلا صلاة عيد ولا احتفال أو تجمعات فى الحدائق والميادين والنوادى أو على الشواطئ.. بدأت تلك الإشارات فى الظهور منذ بدأت الأسر فى التفكير فى ملابس العيد ثم وجدت أن هذا أمر غير متاح بسهولة فالمحال تغلق أبوابها مبكرا ثم أين سيذهب الأطفال بالملابس الجديدة.. حتى الزيارات العائلية ستقل وستكون فى أضيق الحدود.. خوفا على الأهل وخاصة كبار السن.. هذا لمن وعى بأهمية التباعد الاجتماعى فى تلك الفترة وهى الإجراءات الوحيدة التى اقرتها منظمة الصحة العالمية وتتبعها دول العالم المختلفة لتقليل اعداد الإصابات.. نتمنى أن يزداد هذا الوعى ليصل إلى كل الناس وخاصة مع التوقعات باستمرار هذا الفيروس لمدة طويلة ستحتم على دول العالم كلها التعايش معه والحذر منه باستخدام تلك الوسائل والإجراءات.



كل هذا بالفعل سيجعل من العيد هذا العام عيدا مختلفا ولكن كل تلك النقاشات جعلتنى أتساءل هل كان «العيد فرحة» قبل ذلك كما تقول كلمات الأغنية الشهيرة أم أننا كنا نشعر فيه بشعور غريب.. شعور خليط من الحزن والملل والكسل وفقدان الطاقة وانخفاض الروح المعنوية أحيانا.. عندما كنا صغارا وبالرغم من ملابس العيد والعيدية والفسح والخروجات المختلفة إلا أن هذا الشعور كان موجودا بدرجات مختلفة.. لم نكن نصارح بعضنا البعض أو نتحدث عنه تماما مثل الكثير من الأشياء التى كان يشعر بها جيلنا كله ولكن لم نكن نصرح بها أو نتبادل الحوار حولها.. جيل مختلف عن الجيل الحالى وربما مكنته شبكات التواصل الاجتماعى من أن يتواصل ويعبر عن كل ما يفكر فيه ويشعر به بأريحية وبلا خجل.. بعد سنوات اكتشفنا ان هذا الشعور هو شعور طبيعى.. شعرنا به جميعا. ربما يكون من أسباب هذا الاكتئاب هو انتهاء شهر رمضان المعظم بروحانياته وصفاء لياليه.. ربما تبدأ الشياطين فى الانتشار وتبدأ فى تضييق الصدور.. ربما يكون الاكتئاب مرتبطا بسقف التوقعات للبهجة والسعادة فى العيد والتى تصطدم بأرض الواقع والذى لن يكون بنفس درجة الروعة مهما كان الحال.. ربما تغيير مواعيد النوم وتناول الوجبات.. ربما توقعا لنمط الحياة فى العيد وما بعده والذى سيعيدنا الى النوم مبكرا ونترك السهر الذى اعتدنا عليه خلال شهر رمضان.. ربما سيعترض البعض قائلا بإن الاكتئاب يحدث فى عيد الأضحى أيضا ولكن ألم تلحظ عزيزى القارئ أن اكتئاب عيد الأضحى يكون أقل قوة من اكتئاب عيد الفطر؟..... فكرة اكتئاب العيد ليست مرتبطة بهذين العيدين فقط بل هى ظاهرة عالمية حول العالم يمكنك أن تتعرف عليها بمن خلال بحث صغير على شبكة الإنترنت.. كل عام و انتم بخير.

تغريدة: برغم كل شىء.. «العيد فرحة»