الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كورونا على سطح صفيح ساخن

كورونا على سطح صفيح ساخن

يقال إن سائحا أمريكيا  قد ذهب فى رحلة استجمام إلى إحدى القرى الساحلية فى اليونان فوجد الناس يعيشون فى هدوء وتصالح مع النفس بعيدا عن التنافس والصراع غير الشريف كما أن معدلات الحركة ابطأ كثيرا من تلك التى يعيشها فى الولايات المتحدة الأمريكية..هذا الهدوء هو ما كان يبتغيه ويبحث عنه.. كل يوم عند تناول وجبة الغداء فى المطعم الوحيد الموجود بالقرية يجد رجلا كبيرا يدخل إلى المطعم ويبيع خمس سمكات فقط لا غير هى حصيلة الصيد الذى قام به فى هذا اليوم ثم يغادر المطعم بعد أن يحصل على ثمن الأسماك الى منزله حيث يأكل و ينام قليلا ثم يخرج فى المساء إلى شاطئ البحر حيث يجلس مع الأصدقاء يستمعون إلى الموسيقى الهادئة ويدخنون ويشربون ويتبادلون النكات والحكايات الطريفة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى.



حياة بسيطة جدا لا تعقيد فيها ولا احتياجات كبيرة أو كثيرة.. موجة الحر الحالية التى نعيشها جميعا والتى هجمت فى الأسبوع الأخير من شهر رمضان بالتزامن مع الإجراءات الاحترازية التى تقوم بها الدولة والمواطنون جعلتنا نعيد ترتيب الأولويات.. ماذا نريد؟.. نريد أن يعود الجو إلى الاعتدال وأن يرفع الله البلاء وتعود الحياة إلى سابق عهدها وينحسر الفيروس ولا ينتشر.. أن تتوقف اعداد الإصابات والوفيات ثم تتراجع إلى أن تختفى تماما.. من الأمنيات التى تراودنا نهارا وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وتعامد الشمس على الرءوس أن نستطيع أن نحصل على كوب من الماء البارد.. والمعنى ببساطة أنه بالرغم من التقدم الكبير الذى شاهده العالم وخاصة فى العقود القليلة السابقة إلا أن ابسط الأشياء هى الأهم وهى التى نتمناها هذا الأيام.. أن نشرب ماء بارد وأن نستطيع أن نتنفس الهواء العليل.. اندثرت أمنيات الشهرة والمال والترفيه والاقتناء والتباهى والصراع على كل ما هو فى الدنيا وكل ما هو من صنع الإنسان وبوسوسة الشيطان نشعر أنه أمر مهم لا حياة بدونه.

عودة إلى السائح الأمريكى الذى راعه ما يفعله صياد السمك فاستوقفه فى اليوم التالى متعجبا من نمط حياته حيث أوضح له إنه يمكن له أن يعمل لمدة أكبر تسمح له بأن يبيع كميات أكبر من السمك وفى هذه الحالة يستطيع أن يقتنى أكثر من قارب للصيد وفى غضون سنوات قليلة سيكون له اسطول من السفن تجوب البحار والمحيطات لاصطياد كميات أكبر من الأسماك وربما يستطيع ان يمتلك مصنعا لتعليب وتغليف الأسماك وفى هذه الحالة سيكون شديد الثراء لدرجة أنه سيتمكن يوما ما من ترك كل تلك الأعمال لمساعديه ويستطيع هو أن يستمتع بحياته. سأله الصياد: «وما هو أسلوب الحياة التى سأعيشها فى هذه الحالة».. أجاب السائح الأمريكى على الفور: «سيكون لديك الكثير من الأموال لدرجة أنك ستستطيع أن تأتى إلى هذه القرية بغرض السياحة حيث تجلس مع الأصدقاء ليلا أمام هذا البحر  حيث تستمعون إلى الموسيقى الهادئة وتدخنون وتشربون وتتبادلون النكات والحكايات الطريفة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى!!!»