الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأوقاف وإدارة الأزمة

الأوقاف وإدارة الأزمة

على مدار شهر مضى استطاعت وزارة الأوقاف ان تقدم أنموذجا مثاليا فى إدارة أزمة كورونا، واستطاعت ان تحدث توازنا بين غلق المساجد الذى كان ضروريا خلال شهر رمضان المبارك، وبين إبقاء الحضور للمسجد فى أذهان المواطنين من خلال بث القرآن الكريم عبر الإذاعات الخارجية للمساجد  قبل الآذان، ومن خلال نشر الدعوة والملتقيات الدينية عبر مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإلكترونية.



إن وزارة الأوقاف كانت على قدر المسئولية فى نشر الوعى باهمية الحفاظ على النفس فى ظل تلك الظروف الحرجة بانتشار فيروس كورونا، وكيفية القيام بالعبادة فى تلك الظروف الاستثنائية، معلنة التزامها بكافة الوسائل التى تحفظ على الناس أرواحهم وحياتهم.

والغريب فى ظل هذا الموقف الإيجابى فى إدارة الأزمة ظهرت تلك الأصوات التى تحاول ان تجعل من الأزمة محاولة للنيل من الدولة واجهزتها، وإشاعة ان غلق المساجد متعمد لإبعاد الناس عن الدين، والتمسك بالعبادات، وهو محض كذب ومخالف للواقع فقد رأينا حرص جميع القنوات العامة والخاصة بعمل بث مباشر يوميا لقراءة القرآن والابتهالات وصلاة الفجر.

إن محاولات اصحاب الفكر المعوج سواء من المتطرفين أو المتشددين الذين يلبسون ثوب السلفية تحاول دائما ان تدفع الناس عن حقيقة الدين باسم الدين نفسه، وتنشر ثقافة اللاوعى بخطورة ما نحن فيه، ولبساطة الثقافة بين الناس وعدم الوعى الذى ما زلنا نعانى بسببه فى ظل تلك الظروف الحرجة انتشر بين الناس فهم ملغوط لحقائق الدين وحقيقة التوكل على الله. فى مواجهة الوباء 

وكلمة حق.. ليس من اليقين بالله أن نعرض انفسنا للخطر، بل نحاول الضغط على مؤسسات الدولة فى هذه الظروف ونقول إن هذا إيمان، وان الله يقول :» قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا « كى نصل فى النهاية إلى ان غلق المساجد مناف للدين، وكأن الغلق ضد الإيمان بقدر الله.. فى حين ان هذا الطرح هو دليل جهل حقيقى بالدين، وجهل بحقيقة مواقف مؤسسات الدولة والتى منها وزارة الأوقاف فى مواجهة الخطر الذى يحيط بالجميع.

إن الإيمان بالله يتطلب حفظ النفس، حتى يمكن للإنسان أن يؤدى ما عليه من عبادات، فلا يعقل أن نقول ان الطاعة مقدمة على مقصد حفظ النفس، فبضياع النفس لا تتحقق طاعة،  وبانتشار المرض يعجز الإنسان على تقديم تلك الطاعة بالصورة المطلوبة.

إن ما حدث من الأوقاف لابد وان يتم تقديره على أعلى مستوى، فعلى الرغم من الضغط  الذى قامت به تيارات وأفراد لا يعون حقيقة الدين ظلت الأوقاف متمسكة بموقفها المحقق لمقاصد الشريعة... ونقول لكل من يعتقد غير ذلك : إن الله لم يجعل طاعته منافية للحياة، و جعل فى الطاعة رحمة، وفى اتباع رخصه طاعة، وفى الحفاظ على النفس من المرض ونشر الوباء واجب مقدم، ولا ينبغى ان نسمع لأى شخص يحاول ان ينشر غير ذلك مستخدما الفهم المغلوط للآيات والأحاديث مستغلا قلة الثقافة الدينية لدى الناس.. نسأل الله أن يحفظ مصر والمصريين من الوباء والبلاء.