رأيت فيما يرى.. مغمض العينين
محمد حلمى السلاب
رأيت فيما يرى
مغمض العينين
كائنات غريبة
مستفزة
تزاحمنا الطرقات
وتقترب كما لو كنا
أصدقاء
وتلتصق
برغبة اشتهاء
وتندمج فى لذتها
حتى الفناء
ترانا ولا نراها
تطرحنا أرضا
ولا نملك غير الاستسلام
لرغباتها المشتعلة
دون حياء
رأيت فيما يرى
مغمض العينين
شعراء تبتلعهم الأرض
فلا قصائد
والعشاق يبتعدون
يفترقون
ولاأحد يتساءل
متى يلتقون ؟
رأيت فيما يرى
مغمض العينين
حلمى يموت
ويبعث حيا
رأيت فيما يرى
مغمض العينين
كلمات تداعب
شجاعتى
أقاومها
وكم رددت
الخوف يقعد
ويحط
من أقدار البشر
ومع ذلك فأنا
أخاف
وأرتعد
رأيت فيما يرى
مغمض العينين
أناس ينسحبون
إلى دواخلهم
وأفعل مثلهم
يتشبثون بمقدراتهم
المتناثرة
وظيفتهم فى الحياة
وطريق
اعتادوا السير فيه
وعندما توجه لهم
الأسئلة..
هل رأيتم تلك الكائنات
الغريبة المستفزة
التى تتحرش بنا
ليل نهار
ترانا ولا نراها؟
يمتنعون تماما
عن ابداء أى آراء
خارج المألوف
فلا أعيد السؤال
رأيت فيما يرى
مغمض العينين
انسحاب الضجيج
إلى دواخلنا
لا يتحدثون بصخب
أو يضحكون بصخب
أو يفكرون بصخب
أو يتلذذون بصخب
فقدوا شهواتهم بصخب
كل الصخب كله
يعبث بدواخلنا
فنبتسم ابتسامات متتالية
بلهاء .. باهتة
بلا روح أو معنى
كلنا يدرك أن وجودنا
صار مدعاه للقلق
فيقول الحبيب لحبيبته
وتقول :
( أعانى كلما ألقاك )
أيتها الحياة
أحاول أن أعيد الكتابة
دونك لا تكتمل
ولكن متى أكتب ؟
والكائنات الغريبة
المستفزة
أطلقت العنان لرغباتها
دون استحياء
رأيت فيما يرى
مغمض العينين