السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تغريدة ترامب

تغريدة ترامب

هدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإغلاق منصات التواصل الاجتماعى تمامًا إذا استمرت فى سياساتها لقمع الرأى والانتقاص من حرية التعبير وذلك فى تغريدة على موقع تويتر يوم الأربعاء 27 مايو... جاء ذلك ردًا على تعليق تويتر على تغريدتين للرئيس تحدث فى إحداهما منتقدًا استخدام البريد فى إرسال بطاقات الانتخابات الرئاسية مشيرًا إلى أن هذه الطريقة تفتح بابًا للتلاعب ويؤدى إلى انتخابات مزورة.. ما قامت به شركة تويتر هى أنها أضافت علامة تعجب زرقاء اللون فى نهاية التغريدة مع عبارة «احصل على المعلومات السليمة عن الاقتراع بالبريد».. بالطبع هذا يعطى إشارة إلى أن المعلومات الواردة فى التغريدة مضللة وليست سليمة وعند الضغط على تلك العلامة  تجد مجموعة من المواقع وشبكات الأخبار وتعليقات المستخدمين على تلك التغريدة ويقومون بنقدها نقدًا لاذعًا وساخرًا.. كل ذلك تم تجميعه بواسطة موظفى تويتر.



تشير الشركة إلى أن تلك الخدمة قد تم استحداثها هذا الشهر لتنقية الأخبار المرتبطة بفيروس كورونا وتنتوى الإبقاء عليها والتوسع فيها لضمان وحماية مستخدمى تويتر من الأفكار الخاطئة والأخبار المغلوطة وخلافه.

تهديد الرئيس ترامب هو رد فعل قد يكون طبيعيًا لمن يجد نقدًا صارخًا لأفكاره وبصورة قد تبدو موجهة لشخصه وهنا نعود إلى الأسئلة الجدلية حول محتوى شبكات التواصل الاجتماعى بين التنقيح والرقابة وحرية التعبير وانتشار الأخبار المغلوطة والأفكار والاتجاهات الغريبة والمدمرة.. البعض يرى أن تلك الشبكات يجب أن تترك بلا ضابط أو رابط.. أن تكون منتدى للدين والإلحاد.. للعلم والخرافة.. للسلم والحرب.. للإنسانية والإرهاب.. للعفة والإباحية.. للوطنية والخيانة.. إلخ. وأن يكون على المتلقى لتلك الاتجاهات أن يعرف أن تلك الشبكات تحتاج إلى أن يستوثق من محتواها من مصادر أخرى ولا يأخذ هذا المحتوى على محمل الجد.

على الجانب الآخر نجد دعوات لتنظيم هذا المحتوى ومراقبته وحذف ما هو ضد حقوق الإنسان أو يمس المعتقدات أو الأديان أو حقوق الأقليات أو الإرهاب أو يؤدى إلى الحاق الضرر بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالأطفال أو يؤدى أو يساهم فى أى أنشطة غير مشروعة يجرمها المجتمع الدولى والقوانين المحلية فى البلدان المختلفة.

وبين هذا الرأى وذاك نجد العديد من المحاولات والمقاربات والمواءمات للوصول إلى صيغة ترضى جميع الأطراف وهو ما لن يتحقق بطبيعة الحال وخاصة مع اتجاه تويتر إلى التوسع فى تلك الخدمة بعد أيام قليلة من إعلان الفيسبوك عن تشكيل مجلس الرقابة العالمى الذى ربما سيكون له تدخلات مشابهة فى كل ما يكتب وينشر ويتم تداوله.