الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكثير قليل والقليل كثير

الكثير قليل والقليل كثير

لا يوجد خلاف على أهمية رفع كفاءة العاملين بالشركات والمؤسسات من خلال إتاحة فرص تدريبية متعددة لرفع القدرات وصقل المهارات ...الجملة السابقة ستجدها تتردد كثيرا...يرددها رؤساء الشركات كما يرددها المرؤوسين وتراها مكتوبة فى مقدمة أى كتاب عن الموارد البشرية فى المحور الخاص بالتدريب وصقل المهارات وهى عبارة صحيحة بالطبع ولكن ليس على الإطلاق.



بعض الإحصائيات تشير إلى أن الشركات الأمريكية أنفقت حوالى 90 مليار دولار عام 2018 على تدريب موظفيها بمتوسط حوالى ألف دولار للموظف الواحد وهورقم كبير بالفعل ولكن هل الفائدة المرجوة تحققت؟.....فى استطلاع لرأى 1500 مدير فى الشركات المتعددة والتى تشمل تخصصات متنوعة ونطاقات جغرافية متباينة اتضح أن على الأقل 20 % من تلك الشركات لا تقيس نتيجة التدريب الذى تقدمه لموظفيها بعد الانتهاء منه وأن حوالى 13 % فقط من الشركات التى تقوم بالتقييم هى التى تقوم بالتقييم على أساس العائد على الشركة وتستطيع صياغته فى صورة أرقام ملموسة قابلة للقياس الحقيقى وليس من خلال جمل فضفاضة مثل أن التدريب قد رفع كفاءة العاملين وأدى الى الإسراع بالعمليات الحيوية وأحدث طفرة فى المبيعات والعائد والأرباح السنوية للشركة......عبارات جميلة ولكن للأسف غير قابلة للقياس وأحيانا غير واضح الارتباط بين التدريب وبين تلك التطورات.

حقيقة الأمر القضية هكذا غير محكومة...فلا يمكن القياس من خلال اسم الدورة التدريبية ولا عدد الساعات المستغرقة فى التدريب .... المحاولات السابقة للقياس أظهرت نتائج محبطة ..... أكثر من ثلثى الموظفين الذين حضروا تلك التدريبات يشيرون إلى أنها لم تحقق لهم أى تقدم وفشلت فشلا ذريعا فى تحسين العمل الذى يقومون به.

إذا ما هوالحل خاصة أن تلك المشكلة هى مشكلة قديمة يعرفها كل من عمل بالإدارة أوبإدارة الموارد البشرية كما يلمسها الموظف أيضا...الحل فى أن نتعلم أقل.... نعم نتعلم أقل.... أن يكون التدريب أكثر اختصارا فى الوقت وفى المحتوى...يكون على شكل كبسولات صغيرة ...دفعات صغيرة مركزة من المهارات والمعارف....يتم اختيارها بعناية وطبقا لمهارات ومهام كل موظف على حدة.....يتم تحديد تلك الكبسولات من خلال أنظمة الذكاء الاصطناعى التى تساعد إدارات الموارد البشرية ومراكز التدريب فى تطوير المحتوى ووضع معايير واقعية لقياس الأثر التدريبى....هذه الكبسولات ليست جديدة...هل تتذكر عزيزى القارئ هذا الموظف المخلص الذى كان يجلس معك فى بداية عملك فى الشركة  ليقدم لك جرعات صغيرة من المعرفة والمهارات ويفتح أمامك الطرق لتستكمل بناء مهاراتك؟...هذا الموظف المخلص هوالذى تتذكره وتتذكر نصائحه بعد مرور السنوات ولا تتذكر محتوى دورة تدريبية لمدة 40 ساعة انتهيت منها منذ أيام قليلة. تغريدة:...تعلم أقل لتتعلم أفضل