الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العدالة المؤجلة

العدالة المؤجلة

العدالة الناجزة هى مبتغى الجميع...افراد وحكومات...على كافة المستويات وفى كل المواقف...ان يتم تطبيق القانون وتنفيذ الاحكام بأقصى سرعة...لا خلاف على ما سبق ولكن زمن الكورونا له منطق مختلف وربما يكون منطقا مقبولا نوعا ما....هذه الأيام يتصاعد الحديث فى دول الاتحاد الأوروبى عن حماية البيانات الشخصية على الشبكات المختلفة وحقوق الاستخدام للأغراض المختلفة ويتم رصد المخالفات التى تضع صاحبها تحت طائلة قانون حماية البيانات الشخصية (GDPR) General Data Protection Regulation هل سيتم تعطيل بعض مواد القانون من اجل المصلحة العامة أو من اجل استمرار بعض الأنشطة الاقتصادية كنوع من المحفزات لذلك وخاصة ان بعض تلك البنود قد لاقى اعتراضا كبيرا من الشركات الكبرى والتى وصفتها بانها بنود تعرقل نمو الشركة.



حتى الان لا توجد انباء مؤكدة عن تعطيل رسمى لبعض البنود  ولا اعتقد ان هذا وارد أصلا ولكن ما يتم الإشارة اليه حاليا هو السماح بتأجيل دفع الغرامات المالية جراء تلك المخالفات وذلك يكون اقصى ما يمكن عمله من تضامن مع باقى المؤسسات والشركات فى محأولة الخروج من الازمة الاقتصادية التى سببتها جائحة الكورونا .

من الأمثلة على تأجيل تنفيذ دفع الغرامات المخالفة التى وقعت فيها شركة الطيران البريطانية والتى ستكلفها 223 مليون دولار وأيضا المخالفة التى وقعت فيها سلسلة الفنادق الشهيرة «ماريوت» والتى ستكبدها 124 مليون دولار أيضا.

الحديث عن  تعطيل أو الغاء أو حتى تخفيف بعض البنود مازال حديثا هامسا لا يتوقع له الاستمرار فلامعنى مثلا لإلغاء عقوبة السير عكس الاتجاه أو عقوبة السرقة بحجة تخفيف الاثار الاقتصادية الناجمة عن وباء كورونا...اقصى ما يمكن عمله هو تأجيل السداد أو جدولة المبالغ على فترات زمنية تطول أو تقصر.

التعامل و التفاعل فى ظل هذا الوباء يحتاج الى استراتيجية كبيرة بها إجراءات محددة فى كل مجال و تتضمن أيضا تدريب القائمين على التنفيذ لتكون كل العناصر موجودة ومستوفاه....منذ عدة أيام اثناء دخولى الى مول شهير فوجئت بان اهتمام افراد الامن اصبح منصبا على قياس درجة الحرارة للداخلين وأيضا التأكد من ارتدائهم للكمامات ومنع الدخول للمخالفين متناسين تماما إجراءات التفتيش الأساسية فى عصر ما قبل كورونا والتى تشمل تفتيش الحقائب والـمرور من خلال كاشف المعادن بدون ان يصدر صفارة الإنذار....ذكرنى هذا المشهد بالراحل حسن مصطفى فى مدرسة المشاغبين محدثا سهير البابلى قائلا «هو عطاء واحد بس...جدول الحصص ولا لو سمحت؟»