الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شهر الانكسارات والانتصارات

شهر الانكسارات والانتصارات

فى تاريخ الدولة المصرية كسائر الأمم والشعوب، الكثير والكثير من الأحداث والوقائع التاريخية، التى غيرت فى مسار الشعوب، وانتقلت بها من حال إلى آخر، وسجلت محطات رئيسية تتذكرها الشعوب بين الحين والحين، وهى ما تمثل  لدى الامم، المناسبات القومية، والتى تحتفل بها بأشكال مختلفة.



لكن فى الحقيقة يظل شهر يونيومختلفًا فى التاريخ المصرى، على الاقل فى تاريخنا المعاصر، والذى شهد احداثا مهمة، كانت فى مجملها وقائع للانكسار والانتصار، فيتاريخ الوطن، وذكريات محزنة ومبهجة، حتى انك تشعر فى متابعتك للتاريخ بحالة وجدانية مختلفة، وانت تمعن النظر فى  أحداث الشهر.

قبل يومين من 53 عاما، وتحديدا فى الخامس من يونيو العام 1967، استيقظ المصريون على كابوس، صدمة عنيفة، معاكسة تماما لكل احلامهم وطموحاتهم، متناقضة مع كل ما كانوا يسمعونه ويعيشونه من احلام وطموحات وانجازات، انكسار مُر، وإنسحاب مؤلم أمام عدوغادر، إجتاح اراضينا واحتل جزءا مهما منها.

فى ايام قليلة، وبعد 4 أيام فقط، استعاد الشعب إرادته، وخرج فى كل  ربوع مصر يطالب بالصمود، ويعلن قبول التحدى، مصمما على المواجهة حتى تحقيق النصر، ومجبرا قائد المسيرة جمال عبد الناصر على الاستمرار، من اجل استعادة الارض، فكان الانتصار على الانكسار.

بعد سنوات يعود شهر يونيو بذكرياته المؤلمة، وانكساراته المزعجة، حين ينجح تنظيم المرشد الارهابى، فى اختطاف البلاد  العام 2012،  ويتولى الارهابيون حكم مصر، لتحقيق مخطط الغاء الهوية الوطنية المصرية، وإدماج البلاد ضمن تصور ارهابى عالمى، يسعى إلى السيطرة على المنطقة وإغراقها فى الفوضى والدمار.

عام واحد من الصمود والتحدى، اعاد شهر يونيو الى مسيرة الانتصارات مرة أخرى، حين تمكن الشعب المصرى بوحدته وتماسك كل فئاته ومؤسساته، من اسقاط حكم المرشد فى 30 يونيو2013، وإستعادة البلاد من الارهابيين، والحفاظ على هويتها، وانقاذها من مخاطر عدة، كانت تتجه ناحيتها، سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية.

ويشاء القدر أن يتوج شهر يونيومسيرة انتصاراته بعد عام آخر، وتحديدا فى 2104، بإعلان الشعب ارادته وانحيازه لدولته، بانتخاب عبد الفتاح السيسى رئيسا للبلاد، ليتوج مسيرة مرهقة وشاقة ومؤلمة لاستعادة الوطن، وليثبت شهر يونيو انه شهر ذو مواصفات خاصة فى تاريخنا المعاصر.

مسيرة الأمم والشعوب لا تتوقف، وهى تصعد وتهبط، تنتصر وتنهزم، تتقدم وتتراجع، وهى سمات حركة التاريخ، يستمد منها الناس الدروس والعبر، ويتأملون ويتفكرون فى أحوالهم، يقارنون ويحللون، لاستخلاص الدروس، والتفكير فى المستقبل.

وشهر يونيو من شهور العبر والدروس، له  مكانته الخاصة فى عقولنا وقلوبنا، لعب دورا مؤثرا فى مشاعرنا الوطنية، فهوشهر مميز، تمكن الشعب فيه من تحويل انكساراته إلى انتصارات .