الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصر عادت شمسك الذهبى

مصر عادت شمسك الذهبى

بتركيز شديد ولهفة وترقب، جلست قبل 7 أعوام فى المنزل أمام التليفزيون، أتابع دخول الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى « الاتحادية»، لبدء مراسم تسليم وتسلم رئاسة البلاد، وسط  حضور دولى وعربى كثيف، وتمثيل واسع من مختلف فئات الشعب، وأجواء توتر تحيط بالبلاد، فى وقت كانت البلاد تواجه أخطارا محدقة، من الداخل والخارج، لا طاقة لشعب بها ولا قدرة على الصمود فى مواجهتها..



منذ لحظة إسقاط حكم المرشد فى 30 يونيو2013، لم أتحدث عن النصر، ولم أعتبر كما اعتبر بعض الأصدقاء أننا حققنا الهدف باستعادة البلاد، ظل المشهد العام مزعجا، عمليات الإرهاب ووقائع العنف تتفشى فى البلاد وتتزايد، حالات الفوضى تتسع، حدودنا مهددة، البلاد فى حالة انتقالية برئاسة مؤقتة، الضغوط الدولية تتزايد، الأوضاع الداخلية كارثية، وهكذا ظلت مصر فى مهب المخاطر والانتكاسة مجددا .

فى 8 يونيو2014، لحظة استلام عبد الفتاح السيسى رئاسة البلاد، كتبت على فيسبوك « مصر عادت شمسك الذهبى»، لحظة دخلت التاريخ باعتبارها الفارقة بين دولتين، دولة الإرهاب والعنف، والدولة الوطنية المدنية، لحظتها فقط تيقنت من استعادة الدولة، ولحظتها تمكنت من الحديث بكل ثقة عن النصر الذى كنا ننتظره طويلا .

لحظة استلام الرئيس مقاليد الحكم، وبدء الولاية الرئاسية الأولى بعد الثورة، كانت البداية الحقيقية لانطلاق تأسيس الدولة مجددا، بداية الطريق لعودة مصر إلى مكانتها، فالحشود التى شاركت فى التنصيب، من كل صوب وحدب كانت تأكيدا على الدعم والمساندة للدولة الوطنية المصرية، وقتها فقط أصبح من الممكن، بحث مستقبل الوطن.

مسالة أداء اليمين الدستورية، يتعامل معها البعض على أنها لحظة احتفالية، وهى بالفعل كذلك  فى حياة الأمم المستقرة، لكن فى حالتنا كانت تعبيرا عن لحظة فارقة، وعن مشاعر تحد ومواجهة، وعن رغبة شديدة فى الثقة بالمستقبل، بعد لحظات عصيبة، عانينا فيها الأمرين، من تقلبات واضطرابات سياسية، ومخططات استهدفت إسقاطنا فى الفوضى، وإرهاب يتسلل إلى داخل مؤسسات الدولة، وصراعات دولية شديدة على تمزيق أوصال البلاد، واقتطاع أجزاء منها لصالح كل مؤسسة استخباراتية فى العالم .

هذه البيئة السياسية المضطربة، توازى معها بالقطع انهيار اقتصادى، وتراجع كل المؤشرات ومعدلات التنمية، وهبوط المؤشرات المالية، وانهيار معدلات الاحتياطى النقدى، وارتفاع معدلات الديون ونسب البطالة، وترد كامل للمرافق والخدمات، وفوق كل ذلك وما هوأخطر، كانت طوابير الإرهابيين ومدارس العنف المنتشرة فى كل أنحاء البلاد، تعمل على بث روح اليأس والإحباط بين المصريين،  وتثير فى نفوسهم الفتن والصراعات الاجتماعية .

هكذا كان المشهد المصرى، وحال البلاد على مختلف المستويات، وفى هذه اللحظة، كان التنصيب الرئاسى، وسط مناخ شعور وحلم بالمستقبل المشرق لتحقيق آمال أمة، وانتزاع الوطن من مصير ومكانة لا يستحقها .

لحظة تنصيب السيسى 8 يونيو2014، كانت تستحق وبحق أن نغنى « مصر عادت شمسك الذهبى».