الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 «جهاد كورونا» اكذوبة

«جهاد كورونا» اكذوبة

كثيرا ما  نسمع عن تهم عديدة للإسلام والمسلمين  فى العديد من دول العالم إلا أنه لم يكن يتصور أن تظل الهجمة على الإسلام  فى وقت تمر فيه البشرية بوباء يحصد الأوراح ولا يفرق فيه بين إنسان او آخر بسبب عرق أودين أو لون أو جنس. 



 

وكان من الغريب أن يكون انتشار فيروس كورونا فرصةً لمهاجمة المجتمع المُسلم فى بعض الدول؛ حيث  انطلقت  موجة من الإسلاموفوبيا عبر مَنصّات التواصل الاجتماعيّ المختلفة؛ بهدف لصق تهمة نشر فيروس كورونا عمدًا بالمسلمين.

 

تلك الهجمة اصطنعت مصطلح جديد وفق ما أعلنه مرصد الأزهر الاسبوع الماضى وهو مصطلح «كورونا الجهاد» أو «جهاد كورونا»؛ لإلصاق مؤامرة غير صحيحة  للمسلمين لنشر الوباء.

 

ووفقا لتقرير المرصد كانت البداية عندما أعلنت السّلطات الهنديّة عن ارتباط أكثر من 1000 حالة إصابة بفيروس كورونا بفعاليّات نظّمها مسلمون فى مارس الماضى فى العاصمة «نيو دلهي». وفى أعقاب ظهور هذه الإصابات اشتعلت حدَّة الغضب تجاه المسلمين بشكل عام، وأطلقت وسائل الإعلام الهنديّة حملة صاخبة حول هذه القضية وصفت فيها المسلمين بـ»الفيروسات» و»حاملى فيروس كورونا» وغيرها من الأوصاف التى تلصق تهمة نشر الفيروس بهم، وهو ما يدل على أن الإعلام فى أى مكان يكون هو بداية نشر الأكاذيب، واشعال فتيل الفتن.  وكان من المتوقع ان يكون هذا المصطلح الجديد الذى تم اختراعه لاستهداف المسلمين  باب جديد للنبذ المجتمعيّ والاضطهاد، حيث أصبح  وفقا لتقارير الأزهر، يُنظر إلى كافة المسلمين بالهند على أنهم حاملون لهذا الفيروس؛ فى حين أن فعّاليّات مماثلة نُظّمت أيضًا فى الهند مؤخرًا، دون أن يسلّط عليها الإعلام الضوء، وهو  احتفال هندوسيّ  أدى إلى فرض حالة إغلاق تامّ. كما خضع ما يقرب من 40000 شخص فى 20 قرية للحجر الصحى فى ولاية «البنجاب» بعد ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا، يعتقد أنها مرتبطة بواعظ سيخيّ عاد من رحلة إلى إيطاليا وألمانيا، وتجاهل الواعظ نصائح بشأن الحجر الصحى الذاتيّ 

 

إن مصطلح «جهاد الكورونا» والذى يمكن ان ينتقل من دولة لأخرى من الممكن ان يكون بابا جديدا للإسلام فوبيا، رغم انه أكذوبة وهو ما يؤكد أننا فى ظل مواجهة فيروس كورونا علينا مواجهة فيروس الكراهية والعنصرية، وهو ما عبر عنه الأزهر من  أن الفيروس الأكبر والأشرس الذى لا بدّ أن نقضى عليه هو فيروس الكراهيّة والعدائيّة والظلم.

 

وكلمة حق.. لن تنجو البشرية مالم يتم القضاء على العنصرية والكراهية والعدائية التى تحدث بسبب دين أو لون أو عرق، وأنه أصبح من الواجب الإنسانى أن يكون هناك تعاون ورفض لكل محاولة تعمق الخلاف وتنشر الإضطهاد لفئة أو طائفة .