الأربعاء 9 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وما زالت عادات وموروثات

وما زالت عادات وموروثات

لكل منا ثقافات وأفكار مرتبطة بشخصه وذاته،ولكل منا أحلام وطموحات تعدل من الركود فى مواريث عاداته ومفاهيمه.. البعض يتعايش فى كنف تلك العادات والتقاليد أغلبها، ولن يستطيع الرحيل عنها، سوى بالعقل وتغييرها بالثقافة والاطلاع والالتزام.…



وعلى سبيل الأمثلة،من تلك العادات والتقاليد الأسرية والمجتمعية، التى يجب الحد منها:

■ (الغلاء فى المهور وتكاليف الزواج )

- هل الغلاء فى المهور وتكاليف الزواج مناسبان لظروف العروسين فى ذاك الزمان؟

- هل تلك الزيادة فى تكاليف الزواج، تؤكد عليها وتلتزم بها الأسر للتفاخر والرياء والتباهى؟

- هل الارتفاع المتزايد للمهور،يكون بسبب عدم رضا أحد الطرفين على هذا الارتباط من عائلة إحدى العروسين، فيلجأ إليه تحت مسمى العند والسخرية والانتقام؟

وتتعدد الأسباب والمسببات ويكون بالنهاية الرأى بمحاربة تلك الغلاء فى المهور وتكاليف الزواج.

■ (عدم الاختلاط بين الولد والبنت)

نلمحها خاصة فى المناطق الريفية والقبائل والعشائر، وبنسب بسيطة بالمدن وبالأخص فى بعض المدارس والهيئات الوظيفية.. ونلمحها بكثرة بالمراحل الأولى التعليمية حتى نهاية سنوات المراهقة..

فهذه عادة تحد من تنوع الفكر وعدم بناء شخصية سوية متزنة، بل عدم القدرةعلى التفكير والنظر إلى أحد الجنسين بمهابة وخوف،أوعلى أنه نكرة بالخلق وبالمعرفة، أيضا تنمية أفكار متباعدة متجنبة للمعلومة وللمعرفة…

■ (نبذ الحوار أوالمناقشة)

عند البعض وليس الكل، بالأغلب تتواجد عند محدودى الفكر والمتميزين بالدكتاتورية..

ويتم طرح الأسئلة بالآراء:

- إلى متى نغلق على شرايين حياتنا منظومة الاختيار؟

- إلى متى يفتقد الابن أوالابنة الإصغاء إليهم والمشاركة بالحوار؟

- إلى متى تشبث وتمسك الآباء بالتسلط فى الرأى واتخاذ القرار؟

- إلى متى يتحدث من حولنا أشخاص أميون ونحن منصتون إليهم،بمصاحبة التصفيق الحاد؟

- إلى متى عند بعض الأسر،يظل نظام الزواج تقليديا عن طريق القرابة أوزواج صالونات، من دون أن يتم التعارف بين طرفى الزواج؟

بالتالى يؤدى إلى اختيار سلبى ناتج عن عدم التكافؤ بالموضوعات والأفكار، فيصبح ارتباطا سلبيا على مدى الحياة، بالاستمرارية كوجهة اجتماعية فقط، ومن أجل الأبناء…

■ ( جحود بعض الأبناء )

هل يصح بعد تربية وتعليم الآباء لأبنائهم، أن يكبر الابن أوالابنة، متناسين فضل آبائهم عليهم،متناسين بالمال وبالاحترام وبالسؤال،

نعم تتواجد هذه الفئة اللعينة من الأبناء الجاحدة، ويجيب عن هذا السؤال أغلب أبنائنا وأمهاتنا فى دور رعاية المسنين والمسنات…

■ (اختلاط الفهم بين التعليم والثقافة)

- التعليم واجب وحتمى على كل فرد، فالتعليم يسبب اتساع الوعى والفهم ومدارك العقل، لكنه بالأغلب نظريا وليس عمليا،ويكون محدودا أوقاصرا على مجال واحد، يختص فيه كل شخص على حدة.…

- لكن الثقافة متعددة ومتنوعة فى شتى الميادين والمعرفة بمختلف القراءات، فالثقافة حلم وخيال يتحقق بالواقع وطموح هادف وبناء..

فالتعليم وقته محدد أما الثقافة لن يحدد لها ميعاد أونهاية أواكتفاء..

- فبالتعليم نرتقى ونتطلع للعالم من حولنا ونسمو بالقراءة والمتابعة الثقافية، للتنمية والإثراء المعرفى الثقافى والاجتماعى والميدانى، والقدرة على تحقيق الذات والتعديل الإيجابى فى شتى الجوانب السلبية السابقة والحاضرة من عادات وموروثات وأفكار..…

- فالعلم والتعلم سمة العلماء والمفكرين وأصحاب الرؤى الواضحة المفيدة والأقلام، وبالثقافة الوعى والإدراك والاتزان فى الاختيار واتخاذ القرار ومحاربة الجهل والمرض والفقر بكل نتاجات جديدة ومتقدمة من أفكار وتجارب ومعلومات.

■ (حرية المرأة والتنمر وإنكار الذات)

عند فئة معينة من المجتمع، توجد وما زالت مشكلة التنمر، أى العصبية والعنف حول أى موضوع بالحياة، فهى تؤدى إلى سوء سلوك مجتمعي،وعدم التعامل الراقى بين الأشخاص، وتؤدى إلى تدهور سلوك الأبناء وعدم التأنى والتريث والوعى عند اتخاذ القرار..

نلمح هذه الظاهرة بكثرة، بين المعلم وتلاميذه، بين زوجين إحداهما يتسم بالتسلط أوالانفراد بالرأى أوالحد من النقاش…

إلى متى بالأغلب فى مجتمعاتنا الشرقية، تتقيد المرأة بالصمت وقلة الحوار، يسلبها الزوج من روح التعبير عن الرأى، فى مقابل أن تحيا بالأمان والسلام الدنيوى والمنزلى؟

إلى متى يتم تهميش الزوجة للزوج، حينما يشير إليها بالحب وبالمشاعر وبالأحاسيس، فهل منظومة الحياة الزوجية فقط تلبية احتياجات ومراعاة أبناء، والرجل أوالزوج فى تعداد المهملين المغيبين.…

إلى متى لن يكون الحق للزوجة فى الاستنشاق لأى تمنى أورغبة فى القراءة والطموح والاطلاع، فهل هذا يؤثر على متطلبات الزوج والمنزل وتربية الأبناء؟!

فالمرأة من صمت إلى تحمل إلى رضا وحمد باستمرار.…

كل هذه سلبيات، عند البعض وليس الجميع، فكيف يتم بها التعديل، وإلى متى لن نتقبل التغيير؟

فمن يتفق معنا نحوالإصلاح بهذه التقاليد والعادات الموروثة، نحوالارتقاء والهمس المستنير.

إلى متى، وإلى متى... ونستمر معا بالحوار..