الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحب فى زمن الكورونا

الحب فى زمن الكورونا

رواية الحب فى زمن الكوليرا للأديب جابريل جارسيا ماركيز تدور حول قصة حب مؤجلة لما بعد السبعين يختلط فيها الحب والزواج والشيخوخة والمرض والموت.... وتنتهى على سفينة تجمع الحبيبين مع ادعاء بوجود وباء الكوليرا عليها مما يجعلها تدور بين الموانئ فقط للتزود بالمؤن والطعام ويستمر العاشقان فى لقائهما الذى طال انتظاره.



زمن الكورونا مختلف... فالكل مصاب بالقلق.... يقلق من كل المحيطين به ويقلق من الأسطح ومقابض الأبواب والسيارات...يقلق من الأكياس البلاستيكية.. يقلق من العملات الورقية... لا يعرف متى سيصاب وهل سينجو أم يكون من الهالكين... يتمنى كل واحد أن يكون هو الناجى ولوكان الناجى الوحيد... لا يعرف إن كانت خبطة المرض ستكون بسيطة أم مميتة...يستمع الى الأخبار الرسمية والى ما هو منتشر على شبكات التواصل الاجتماعى وفى جلسات الأصدقاء ومحادثاتهم التليفونية....يفتش عن أى شيء إيجابى فلا يجد...حتى السلبية أصبحت مطلوبة.... ان تأتى نتائج التحاليل سلبية....كلمة الإيجابية أصبحت تعطى انطباعًا مرعبًا هذه الأيام...فكرت أن أسمى المقال «الإيجابية فى زمن الكورونا» ولكنى وجدته سيحمل معنى سلبى بامتياز.

لماذا لا يكون التحدى فى زمن الكورونا أن نتوقف عن نشر الأخبار السلبية والتى يندرج الكثير منها تحت مسمى «الاخبار المغلوطة» تلك الاخبار التى تهدف الى ضرب الروح المعنوية وإصابتنا باليأس...هدف ان يحذر الناس ويهتموا بالإجراءات الاحترازية من تباعد اجتماعى وارتداء للكمامات وعدم المصافحة والتعقيم المستمر يحدث بإظهار الحقيقة ولكن المبالغة والإكثار من الاخبار السلبية سيؤدى الى اليأس والاكتئاب والذعر وزيادة التوتر والقلق وهى أسباب رئيسية لخفض مناعة الاجسام وتسهيل مهمة الفيروس فى اختراقها....بالإضافة الى ان الاخبار السلبية لا تساعد على البناء اوالتقدم للأمام....ماذا لوتبنى كل واحد منا القيم الإيجابية....ان يبشر ولا ينفر....أن يتحدث عن آمال وأحلام فى المستقبل....يأمل فى مستقبل أفضل ...يبتسم للجميع ويذكرهم برحمة الله وبالأمل وبأن الحياة تمر ...دائما ما تنتهى مواقفها.... الحلوة منها والمرة...لا شيء يبقى الى الأبد.... وان كلمة السر هى المرونة....المرونة والإيجابية...الايجابية عدوى فى المرض وفى التفاؤل وفى السعادة أيضا جرب ان تبقى مبتسما مستبشرًا ضاحكًا متفائلًا منذ لحظة استيقاظك وحتى الساعة العاشرة صباحًا....جاهد لتكون كذلك حتى تلك الساعة وسيتكفل باقى اليوم بنفسه....اجعل إحساس ما تبثه من إيجابية ينتشر الى من حولك...سيشعرون بأنك مختلف...مختلف عن العشرات ممن يبثون لهم أخبارًا سلبية ويطفئون نور أرواحهم.

دعوة لتجربة لن نخسر شيئا إن حاولنا... ان نجحت فنحن الفائزون وان فشلت فلنا شرف المحاولة ولن يزيد ذلك الأمور سوءًا.

تغريدة: القادم أفضل بإذن الله.