الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الثبات والاستمرارية

الثبات والاستمرارية

الطبيعة البشرية تميل إلى ما يسعدها وتنفر مما يزعجها... هذا أمر طبيعى... يجعلنا نرغب فى استمرار لحظات السعادة وزوال لحظات الألم والحقيقة أن لا شىء يستمر.... لا السعادة ولا الألم ولا الأصدقاء ولا الحجر ولا الشجر ولا حتى الحياة كلها.



يحكى أن أحد الأمراء طلب من أحد مساعديه أن ينقش له جملة على خاتمه ... إن كان سعيدًا وقرأها زالت سعادته وإن قرأها وهو فى هم وحزن زال أيضًا....عاد إليه مساعده بخاتم مكتوب عليه جملة قصيرة «هذا الوقت سيمر».

والحقيقة أن تلك حقيقة نغفل أو نتغافل عنها دائمًا... يصل الأمر إلى التغافل عن الحقيقة الكبرى فى تلك الحياة وهي  الموت... قول الحسن بن على بن أبى طالب الشهير «ما رأيت يقينًا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت. «هو قول يلخص ذلك الخلل فى التفكير....خلل ناتج عن رغبة مستحيلة فى الخلود والاستمرارية.

الثبات موضوع غير حقيقى إطلاقًا...الثبات النسبى أيضًا هو ثبات خادع وأكبر مثال على هذا الكرة الأرضية... نعيش عليها ونعتقد أنها ثابتة بينما هى تدور حول نفسها وحول الشمس فى هذا الكون الممتد الفسيح.

انظر إلى صورك منذ سنة أو عدة سنوات قليلة... ستلاحظ الفرق... فرق لا تلاحظه على وجهك الذى تراه كل يوم صباحًا... القراء يعرفون فرق آخر... أن تقرأ رواية أو كتابًا متخصصًا الآن ثم تقرأه مرة أخرى بعد سنوات.... لا وقع الكلمات ولا المعانى المباشرة وغير المباشرة هى كما كانت أول مرة قرأت فيها الكتاب ببساطة لأنك تغيرت... والمشاعر المصاحبة لفعل القراءة أيضًا... ربما تشعر كم كنت ساذجًا عند القراءة الأولى... ربما تشعر ببهجة ومتعة أكثر أو أقل.... ربما تستطيع أن تعى المعانى المباشرة وغير المباشرة بصورة أكثر عمقًا وربما تعرف الأغراض التى دعت الكاتب إلى تناول تلك القضية بهذا الأسلوب بناء على معلومات إضافية عنه وعن توجهاته وقناعاته... إلخ. من رباعيات صلاح جاهين المعبرة عن التغيير وتقلب الأحوال تلك التى يقول فيها «لا تجبر الإنسان ولا تخيّره…. يكفيه ما فيه من عقل بيحيّره… اللى النهارده بيطلبه ويشتهيه… هو اللى بكره ح يشتهى يغيّره....وعجبى»

اختصارا للقول فالحياة لا هى ثابتة ولا مستمرة وجميع محاولاتنا لعكس ذلك هى محاولات محكوم عليها بالفشل.

تغريدة: افهم الحياة تهدأ وتصفو