الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنا أكسب وأنت تخسر

أنا أكسب وأنت تخسر

هذا هو منطق منفذى الهجمات الالكترونية الجدد... منطق دفع هجمات الفدية وهى الهجمات التى يقوم فيها المخترقون بتشفير البيانات ومنع صاحبها من الوصول اليها واستخدامها الا بعد أن يقوم بدفع فدية كبيرة - فى المتوسط110 آلاف دولار للعملية الواحدة - ومتوسط انقطاع للخدمة يصل الى 15 يوما.... ولا يقتصر الأمر على اغلاق وتعطيل الوصول الى تلك البيانات بل يتخطى ذلك الى التهديد بنشر تلك البيانات بصورة علنية على شبكة الانترنت أو بيعها الى شركات منافسة او دول معادية.... بعض عمليات الفدية تكلف ملايين الدولارات مثل تلك التى حدثت الشهر الماضى لاحد اكبر المؤسسات القانونية الأمريكية فى مدينة نيويورك حيث طلب المخترقون بفدية تقدر بحوالى 42 مليون دولار مع تهديد بنشر البيانات ومنها بيانات خاصة برئيس البلاد. هجوم الفدية Ransomware Attack يتزايد بصورة كبيرة – زاد بنسبة 25% فى الربع الاول من 2020- وهو امر يدعو الى الانتباه والحذر...اشهر انواع الهجمات واكثرها انتشارا كان هجمات تعطيل الخدمة Denial of Service Attacks حيث يقوم المهاجمون بتعطيل الانظمة الفنية و ايقافها عن العمل لساعات او لأيام مما يترتب عليه خسارة مادية كبيرة لصاحب تلك الانظمة...ربما تكون شركة تعرض منتجات وخدمات الكترونية...ربما تكون شبكة لحجز غرف فى الفنادق او مقاعد فى الطائرات أو انظمة فنية لإدارة المصانع والمستشفيات  وربما تكون انظمة فنية لإدارة محطات الكهرباء والمياه والغاز...فى هذه الحالة لا يستفيد المخترق بصورة مباشرة  جراء قيامه بهذا الهجوم...ربما يكون مدفوعا من منافسين للضحية وفى هذه الحالة فان الشركات المنافسة ستستفيد من الخسارة المادية والمعنوية للضحية و يحصل المخترقون على اجرهم نظير القيام بتلك العملية فقط.... أما فى حالة هجوم الفدية فإن الأمر يشمل خسارة مادية ومعنوية للضحية جراء توقف عمله بالإضافة إلى ما يقوم بدفعه من فدية وهى مبالغ قد تصل الى ملايين الدولارات مثلما سبق الاشارة وهذا  يتوقف على مدى أهمية وحساسية الانظمة التى تم اختراقها.....و يكون على الضحية ان يختار بين ان يستمر متعطل عن القيام بعمله ويخسر مكاسبه وسمعته و بين ان يرضخ لطلبات المخترقين ويقوم بدفع المبالغ المطلوبة ثم يعود فيتعاقد من شركات متخصصة فى امن المعلومات لرفع درجة التأمين للأنظمة الفنية الموجودة لديه مما يصعب عملية الاختراق مستقبلا. الامر خطير و يحتاج الى المزيد من الانتباه والحذر وإن كانت جائحة كورونا قد دفعت عجلة التحول الرقمى الى الامام كثيرا فى كل بلدان العالم فان ذلك يدفع بالتبعية المخترقون ومنفذو الهجمات الالكترونية الى ان يصبحوا اكثر شراسة وخطورة.