
احمد رفعت
ملحمة 30 يونيو!
كيف خرجت الملايين ضد عصابة مجرمة تعرف أن لا حدود لإجرامها إذ يمكنها أن تقتل وتفجر وتجرح وتخطف وتهدم وتطول الأعراض؟! ولم تخرج الملايين احتجاجا فقط فى ميادين مصر بل ذهبت من كل مكان إلى القصر الجمهورى المحتل والمختطف لتطرد من فيه وتطهره وتعيده إلى الوطن؟! من أين جاءوا؟! وكيف جاءوا؟! كيف أدركوا أنهم منتصرون لا محالة؟! وكيف صمموا على عدم العودة إلا وقد حرروا بلدهم؟! كيف اصطحبوا زوجاتهم وأولادهم معهم كأنها المعركة الأخيرة فإما حياة وحرية وإما موت بشرف؟! كيف نظموا أمورهم فى الميادين ووزعوا الطعام والشراب والبطاطين والأدوية؟! وفى المقابل كيف انحاز اللواء أحمد جمال الدين للمصريين غير ملتفت للمنصب والموقع؟! وكيف اختار اللواء محمد زكى قائد الحرس الجمهورى وقتها الوطن وأهله؟! غير عابئ بأى تداعيات كما قلنا من عصابة مجرمة؟! أما القوات المسلحة بكاملها ووزراء داخلية والوزارة بكاملها وأجهزة وطنية عديدة فالأسئلة لا ولن تنتهى يبقى أن ذلك كله سيكتب مفصلًا يوما ما.. وستعرف الدنيا كيف دافع شعبنا عن ترابه وتاريخه ومستقبل أبنائه وكيف استطاع بأفضل وأنبل وأجمل وأبسط صور الثورة على الظلم والظالمين أن يزيح كابوسا لو استمر أشهر أخرى لبقى الدهر كله!
سيكتب التاريخ وسيقرأ المصريون جيل بعد آخر كيف حافظ آباؤهم وأجدادهم على مصر بما يدعوهم للحفاظ عليها ولا تتسلل إليها وإليهم عصابة أخرى!
30 يونيو ملحمة كبيرة كلما بعد بها الزمن كلما اكتشفنا فيها الكثير.. وعرفنا عنها أكثر.. لتضاف إلى سجل ملاحم شعبنا وما أكثرها فى تاريخه الطويل المجيد!