الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ما يلفظ من قول 1-2

ما يلفظ من قول 1-2

ملكان أحدهما يمين الإنسان والآخر يساره... يكتبان ما يصدر عنه... اختلف العلماء والمفسرون هل يكتبان الخير والشر فقط أم يكتبان كل شىء... وفى جميع الأحوال فإن ما يكتب هو ما يقال فقط أما النية فهى سر بين العبد وربه لا يطلع عليها ملك أو شيطان وهو أمر يجعل النية هى روح العبادة وعليها ومن خلالها يتم الحساب على الأقوال والأفعال.



هذا فى أمر السماء أما فيما بين البشر على الأرض فإن التدوين والحفظ والاسترجاع للبيانات والمعلومات والأحداث لم يتطور إلا مع تطور الأنظمة الفنية فى عصر المعلومات والاتصالات من أجهزة وقواعد بيانات وأنظمة تخزين وخطوط  وشبكات اتصالات ممتدة ومتشعبة.

كثيرا ما كان يستوقفنى أن يتم استخراج ملفات قديمة لسياسى أمريكى مثلا تتحدث عن مشاركته فى مظاهرات مناهضة لحرب فيتنام عام 1967... تخرج المعلومة إلى النور بعد مرور 30 أو 40 عاما على تلك الواقعة لتستخدم ضده أو لصالحه فى موقف سياسى معين.

تسريبات من الملف الأمنى لرجل أعمال كبير-بيل جيتس- مع ما يطلق عليه التصوير الجنائى التعريفى Mugshot لمخالفته قواعد المرور عام 1977أو تسريبات لصورة النجمة مارلين مونرو من داخل المشرحة أثناء عملية تشريح الجثة Autopsy الأمثلة كثيرة جدًا... هذا قبل عصر الحواسب الآلية وانتشارها بهذه الصورة الكبيرة... ربما نموذج الولايات المتحدة الأمريكية فى حفظ الملفات المختلفة هو نموذج متميز بالرغم من تلك التسريبات التى قد تكون نتيجة خطأ أو تم ترسيبها عن عمد لأسباب معينة.... أما فى عصرنا الحالى بخصائصه الجديدة فإن المصادر العلنية تحتوى على نسبة تفوق الـ95% من كل البيانات والمعلومات فى المتوسط...تتبقى نسبة صغيرة محظورة تماما. لنأخذ شبكات التواصل الاجتماعى كمثال وهى شبكات عامة بها درجات خصوصية ذات خيارات محدودة فى يد المستخدم...ومهما حاول المستخدم أن يخفى انتماءاته الدينية أو السياسية أو حتى الرياضية إلا أنه قد يترك بعضًا من التعليقات أو الصور التى تشير إلى ذلك... مستويات أخرى لتحليل تلك البيانات المتاحة تعطى نسبًا مئوية لاحتماليات انتماء هذا المستخدم أو ذاك إلى جماعة أو فرقة دينية أو لا دينية...اهتماماته وتفضيلاته وحسه وتذوقه لأى نوع من الفنون وأيضًا تحليل حالته النفسية ودرجة نضجه أو سطحيته... إلخ. من الأمور الخطيرة بالطبع هو أن البعض يعتقد أن تلك الشبكات هى للتسلية فقط غافلا عن التبعات الخطيرة التى قد تنجم جراء ذلك الاعتقاد فقوانين حماية البيانات الشخصية وجرائم شبكات المعلومات تجرم وتعاقب... حيث يتم اعتبار هذا الفضاء الافتراضى مطابقًا تمامًا للواقع الذى نعيشه.

 

غدًا نكمل