الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم فى شهر فى حياة

يوم فى شهر فى حياة

كما ان التغيير هوالثابت الوحيد فى تلك الحياة فان سرعة انقضائها أمر ملموس للجميع .... نتذكر أيام الطفولة كم كان اليوم طويلًا تمامًا مثلما كان فناء المدرسة الابتدائية.... نراه رحبًا فسيحًا.... اتذكر زيارة للمدرسة الابتدائية فى أثناء فترة الدراسة الثانوية وكم هالنى أن أرى الفناء... صغيرا جدا جدا....تعجبت وتعجب معى الأصدقاء كم كنا نراه واسعا كبيرا. جيلنا-جيل ما قبل الانترنت- كان متفرجا اكثر من كونه فاعلا....حتى البرامج الاذاعية والتليفزيونية والمواد المقروءة من صحف ومجلات كل ذلك كان يتم على حسب مزاج مقدميه وكاتبيه وبالمعدلات التى يرونها مناسبة....أما الآن فلا يوجد أى إجبار على مشاهدة قناة بعينها اومتابعة فيلم بعينه....لا إجبار على قراءة صحيفة معينة أو خبر معين...اوالانتظار لتوقيت معين لمتابعة الأخبار....يمكنك الآن استخدام شبكة الانترنت لمشاهدة ما تريد من مواد للثقافة والتسلية سواء المجانية اوالمدفوعة....كما لا تحتاج الى ان تنتظر الى توقيت معين لمتابعة الأخبار – سواء رأس الساعة أوالساعة السادسة والتاسعة كما كانت فى الماضى- الآن تقفز الأنباء العاجلة الى أجهزة الحاسب والهواتف المحمولة بعد حدوثها بثوانى مما يجعل أهمية نشرات الأخبار تتراجع امام برامج لتحليل الاحداث....تماما مثلما اصبح الاعتماد على الجريدة والمجلة ينصبّ على الفقرات التحليلية ومقالات الرأى اكثر من الاهتمام بالأخبار نفسها ....ولكن مع زيادة كم الاخبار المغلوطة والشائعات...عادت أهمية الاخبار فى الجريدة كنوع من التوثيق وكمرجعية لها مصداقية لمعرفة تفاصيل الخبر ودقائقه وهوامر نقوم به بصورة تلقائية عندما نتعرض لأخبار نشك فى مصداقيتها اوفى دقة بعض تفاصيلها.... هنا نهرع الى الجريدة للاستيضاح ولاستبيان الحقيقة.



عودة الى الأيام....تلك التى تتسارع بصورة مرعبة... «تقارب الزمان» إحدى علامات الساعة الصغرى....فتكون الساعة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة  كاليوم واليوم كالساعة والساعة كاحتراق السعفة....حديث شريف رواه أبوهريرة رضى الله عنه.

تخيل عزيزى القارئ...انت مؤقت بصورة مرعبة فى حياة صاخبة زمانها متقارب....إحدى الأغانى الشعبية تعرضت لهذا الأمر من خلال شكوى المغنى كيف شعر بانه كبر بصورة مفاجأة عندما نظر الى صورته فى المرآة.

ان تتحرك بين عربات قطار يتجه الى المحطة النهائية بشكل متسارع يحتم عليك ان تتصرف بصورة تختلف عن ما ان كنت تجلس على شاطئ البحر تتأمل الأمواج وتستمتع بأشعة الشمس.

تغريدة: ما نفعله الآن فى يوم...استغرق أسابيع ليقوم به أجدادنا.