الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كيف تقيس التحول الرقمى 1-3

كيف تقيس التحول الرقمى 1-3

بعد فترة طويلة من التبشير وحملات مكثفة لنشر الوعى بأهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإمكانية توظيفها للإسراع بالتنمية فى مجالات كثيرة.. كان ذلك يتم ببساطة من خلال تحويل العمليات اليدوية إلى صورة الكترونية من خلال الحواسب الآلية والبرمجيات، ويساندها شبكات المعلومات المحلية والممتدة إلا أن تلك المحاولات شهدت نجاحات واخفاقات كثيرة على مستوى الشركات والجهات الحكومية على مستوى العالم كله.



كان ذلك لأسباب عديدة منها ضعف الإمكانات التكنولوجية لتلك الأنظمة أحيانا أو لعدم وجود قناعة كافية لدى الإدارة العليا اولضعف الموارد المالية المخصصة لإحداث تلك النقلة أو لقلة الثقافة الإلكترونية لمجتمع المستفيدين والمتعاملين مع تلك المنظومات.. فى بعض الأحيان كانت كل تلك الأسباب مجتمعة هى المسببة لتباطؤ خطوات أحداث التطور التكنولوجى المنشود.

والآن ومع وصول القدرات الفنية للأنظمة والأجهزة وشبكات الاتصالات إلى هذه الدرجة من التقدم والتطور، وأيضا مع انتشار الثقافة الإلكترونية بين عدد كبير من سكان العالم وانخفاض أسعار الأجهزة التى يتعين عليهم استخدامها؛ للتواصل مع تلك الأنظمة الرقمية من أجهزة حواسب الية وتليفونات محمولة وخطوط ربط فائقة السرعة.. هذا مع وجود قيادات عليا فى الشركات والمؤسسات الحكومية ورؤساء للدول على قدر كبير من الإيمان بحتمية التحول الرقمى حيث لا يتم النظر إليه كما كان يحدث أحيانا فى الماضى على أنه نوع من الترف أو يتم فى إطار من الاستعراض أو للتجربة على نطاق ضيق غير قابل للتوسع والتعميم.. كل هذا أدى الى تبنى الدول والمؤسسات لاستراتيجيات محددة للتحول الرقمى.

استراتيجيات ترتكز على محاور عديدة منها ما هومرتبط بالبنية الأساسية ومنها ما هو مرتبط بالأنظمة والخدمات والتدريب، ونشر الوعى وتشجيع الاستثمارات وإحداث شراكات بين الحكومة والشركات والمجتمع المدنى.. يحدث كل هذا واضعين فى الاعتبار المواطن فى بؤرة الاهتمام والتركيز، وذلك فيما يتعلق بالخدمات التى تقدمها المؤسسات الحكومية وهو نفسه ما يطلق عليه «العميل» عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع القطاع الخاص وشركاته وما تقدمه من خدمات.

ولكى يكون الأمر مختلفا عن المحاولات السابقة المرتبطة بميكنة الاعمال وهوما نتج عنه إضافة مصطلح «الإلكترونية» الى كل من الحكومة والشركة والمنظمة والمدرسة ....الخ وهو ما نجم عنه مصطلحات  الحكومة الإلكترونية والشركة الإلكترونية والجامعة الإلكترونية والمؤسسة الإلكترونية.. ذلك المصطلح والذى بالرغم من أنه يحتوى على الكثير من التطوير إلا أنه يفتقر الى بعض الخصائص التى نجدها الآن فى مصطلح أكثر شمولا وفاعلية ألا وهو مصطلح «التحول الرقمى». غدا نكمل