السيسى.. مـرَّ من هُنا!!
إذا كانت القبائل العربية من قديم الزمان ومنذ أيام الجاهلية الأولى، قد عشقت الفروسية والشجاعة والتغنى بهما عن طريق (الشِّـعر)؛ وعرفنا من خلال ما وصلنا منه العديد من العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية العربية؛ وكذا نتائج المعارك القتالية التى خاضوها فى سبيل الأرض والشرف والحرية؛ حتى صارت تلك القصائد الفريدة المُنتقاة من عيون الشعر العربي؛ تُكتب بماء الذهب وقاموا بتعليقها على أستار الكعبة المشرفة، وهى ما أسموها فى سجلاتهم بـ « المعلَّقات «؛ تلك المعلَّقات التى نقلت إلينا تفاصيل واقع البيئة والحياة وسط القبائل العربية فى أفراحهم وأتراحهم، لذا.. لم يكن من المُستغرب أن يُطلق الشاعرالكبير/أبو فراس الحمدانى مقولته الشهيرة والرائعة بأن «الشعر.. ديوان العرب»! فماذا تركنا نحن ـ أو سنترُك ـ للأجيال القادمة ما نريد أن يذكروننا به بكل الفخر والاعتزاز، خاصة ونحن نعيش هذه الأيام فى ظلال الذكرى السادسة لثورة 30 يونيو؛ تلك الثورة التى أعادت تصحيح المسار الثورى فى مصرنا المحروسة بعد سنواتٍ عجاف اختُطفت فيها « دفَّة القيادة «فى غفلة من الزمن، وها نحن نعتز أيَّما اعتزاز بقيادتنا السياسية الوطنية التى نراها تقوم بالجهود الجبارة لوضع مصر على الطريق الصحيح الذى يليق بمكانتها وتاريخها.
لا أنكر أننى قد أعجبت كثيرًا ببعض مواقع التواصل الاجتماعى المؤمنة برسالة الوطنية والانتماء والتمسك الحميد بالهويَّة المصرية؛ وقيامها برصد التغيرات التى تحدث تباعًا على البنية التحتية وشبكات الطرق والكباري؛ وقامت بتصوير تلك المواقع « قبل.. وبعد « التطوير والتحديث؛ وقامت بإظهار الفروق الجوهرية بين الحالين؛ وكتبت تحت كل صورة عبارة من أجمل العبارات التى تنطق بالحُب والوفاء والإخلاص والاعتراف بأصحاب الفضل فى التغيير إلى الأجمل، تقول هذه العبارة الرائعة والصادقة ـ باختصار شديد ـ : «السيسى.. مرَّ من هُنا»!!
فإذا كانت المبادرة بالرصد والتوثيق لهذه المنجزات الحيوية؛ نبعت من بنات أفكار الجماعة الشعبية ومواقع التواصل الاجتماعى على الشبكة العنكبوتية؛ فكان من الأجدر أن يتسابق «أهل الفن» فى مصر فى شتى المجالات؛ بالقيام بهذا الدور الحيوى كما فعل من قبلهم جيل الستينيات فى القرن الماضى والعمل على إنتاج الأعمال الدرامية من مسلسلات تليفزيونية وأفلام سينمائية وبرامج إذاعية؛ لرصد وتوثيق كل المنجزات التى تتم على أرض الواقع أولاً بأول؛ لتتركه كتُراث حضارى للأجيال الحالية والقادمة .
ونحن بهذا المطلب الحيوى المشروع؛ لانطلب من هؤلاء الفنانين أن يكونوا «مع» أو «ضد»، ولكن نكتفى بالتوثيق المحايد والجاد وترك الحكم والاحتكام للأجيال ولصفحات التاريخ المُنصفة، هذا لأننى ربما أكون من زمرة المعارضين لمقولة الكاتب الكبير/نجيب محفوظ الذى قال إن : «المعاصر هو أسوأ مؤرخ» ! وكان يقصد بهذه المقولة إبعاد شبهة التحيز والتملق لذات « الحاكم « وأن الحكم لايكون صادقًا كل الصدق إلا بعد فترة زمنية من الحدث، فنحن على ثقة بأن مايتم رصده وتوثيقه الآن بعيون الحب والإخلاص والوفاء لتراب الوطن وقدسيته؛ سيكون هو السند والركيزة الأساس فى التسجيل الصادق لهذا الحراك الاقتصادى والسياسى والمجتمعي، ونحن نشاهد ـ على الطبيعة ـ الجهود المبذولة فى انتشال «طبقة العشوائيات» من براثن الفقر والجهل والمرض، إلى الآفاق الرحبة الحضارية التى تليق بالمصرى وكرامته واعتزازه بمصريته وقيادته الحكيمة، بل انتصاره بقيادته السياسية على قوى الشر والإرهاب فى الداخل والخارج؛ واندحار كل القوى الغاشمة الكارهة لمعنى وقيمة الوطن؛ لتذهب إلى هوامش ومجاهل صفحات التاريخ بلا رجعة، فإرادة الشعوب لاتخضع لعصابات الشر ومعرقلى مسيراته التنموية الخلاَّقة لإعلاء شأن الوطن.. والمواطن !
إننى أهيب بأهل الفن المصرى فى شتى المجالات؛ وبالتضافر مع أصحاب الأقلام الشريفة من كتَّاب الدراما ومؤرخى الأحداث أن يكونوا العين الواعية الصادقة الأمينة؛ لنقل الصورة الحقيقية للتطور المجتمعى الذى نشهده الآن على كل الأصعدة؛ لتشير إليهم الأجيال القادمة بكل الفخر.. ليقولوا عن فنانى ومعاصرى هذا الجيل إنهم رجالٌ صدقوا ماعاهدوا الله وأوطانهم عليه؛ وأن يكونوا بحق « ديوان المصريين « لتوثيق هذه الحقبة الفارقة من تاريخ الوطن ، ولا نكتفى أن ننظر بعين الرضا والحُب دون مشاركة إيجابية فى صنع وكتابة صفحات هذا الديوان بحروفٍ من الذهب؛ كما كتب أوائل الشعراء العرب معلَّقاتهم الشعرية على أستار الكعبة ..فانجازات المصريين تتحدث عن نفسها فقد أخبرت الجميع من حولنا ففى بحر ست سنوات من تولى الرئيس السيسى مايسترو الوطنية الحقة مقاليد الأمور وهو يدفع بنا نحو الارتقاء والنماء ولم نخذله ولم نخذل مصرنا المحروسة فكلنا لبينا نداء الواجب كل قدر طاقته ،لذلك نثق ثقة كاملة فيما ستقوله الأجيال الحالية والقادمة لبعضها البعض بكل الفخار والاعتزاز : «السيسى.. مرَّ من هُنا» ومعه شعبه وجيشه وشرطته يدًا بيد!
أستاذ ورئيس قسم الإنتاج الإبداعى بأكاديمية الفنون