الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
أبواب الشيطان

أبواب الشيطان

 يؤكد كثير من علمائنا  أن الله تعالى حفظ الإنسان من سلطة الشيطان عليه فأعطاه وسائل تحصين نفسه من وساوس الشيطان وإغراءته التى  تعددت وسائلها وأبوابها.. وأعطانا وعدا بأن إبليس ليس له سبيل على عباده بالله فقال تعالى: إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ» ولكن هذا الوعد مرتبط بأن يغلق الإنسان أبوبا الشيطان، لا إن يسعى للبحث عنها ولذلك وجدنا فى أعقاب هذا الوعد الإلهى قوله عز وجل: «إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ»، فالغاوون هم من يقعون فريسة للشيطان ووساوسه اللعينة، فيظل عبدا لغرائزه، باحثا عن إشباع رغباته من حلال أو حرام.



ولاشك أنه فى زمن التكنولوجيا واتساع وسائل التواصل عبر الانترنت دون ضوابط اصبحت أحد أبواب الإغراءات  كثيرة أمام الجميع، فأصبحنا نرى الكثير مما لم يكن يتصوره من كان قبلنا عبر مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة،  ولاشك أن الشيطان لم يترك أمرا إلا وجعل له  نصيبا ليكون بابا من أبوابه.

ومع انتشار ثقافة مواقع التواصل الاجتماعى، ورفع الحواجز عن كل شيء فى التعامل بين الشباب والفتيات أصبحنا نرى المعاصى جهارا، وأصبح هناك وسائل لخداع للفتيات، والإيقاع بهن.. بل وظهرت تطبيقات تعلن عن انها متخصصة فى تدريب الرجال على كيفية الايقاع بالفتاة ومعرفة الأسرار والإرشادات التى تمكن من فهم نفسية الفتيات وتجعل الفتاة تحبك وتتعلق بك.

إن ثقافة الإغراء عبر  مواقع التواصل الاجتماعى جعلتنا نشاهد  حالات اغتصاب عديدة استطاع اصحابها استدراج الفتاة لمكان الاغتصاب، فوجدنا أخبارا عن شاب يغتصب فتاة بعدما استدرجها عبر الإنستغرام، وآخر يغتصب العديد من الفتيات ويهددهن بنشر صورهن عبر  الانترنت.

كما اصبحت مواقع التواصل الاجتماعى بابا سهلا للتعرف على حياة الفتيات والسيدات اللاتى تسارعن بكتابة كل شئونها الشخصية على صفحتها عبر الفيس أو الانستجرام أو تويتر، فتصبح  فريسة سهلة لمن تلاعب به الشيطان، ولا تعتقد أى فتاة أنها محصنة لأن  الوسائل الشيطانية متعددة ومتجددة، وكثير يقع فريسة نتيجة أنه صنع بنفسه بابا للشيطان يدخل منه. إن وساوس الشيطان دائما تدعمها النفس التى تميل بطيعتها لإشباع الغرائز، ويظل صاحبها يقاوم قدر ايمانه والتزامه، لكن مع ضغوط الحياة يضعف البعض، ويرى أنه حر يفعل ما يريد، لانه بمنطق الشيطان يريد ان يعيش الحياة  لأنها لن تعوض، ويحصر حياته  فى اتباع الشيطان.

وكلمة حق.. ان  باب الإنسان هوقلبه ومفتاحه بيده، ولا يمتلكه الشيطان إلا إذا ترك الإنسان  هذا المفتاح لإشباع رغباته، وحماية القلب من وساوس الشيطان واجبة، وكما يقول العلماء :»  إن العبد عليه  أن يدرس علامات مرض القلب وعلامات صحة القلب حتى يتأكد من حالة قلبه، فإن كان قلبه مريضـًا سعى فى علاجه قبل أن يلقى الله تعالى بقلبٍ مريض فلا يؤذن له فى دخول الجنة، وإن كان سليمـًا حافظ على سلامته حتى يموت على ذلك».

إننا بحاجة إلى أن نعود إلى قيمنا واخلاقنا ومبادئ ديننا الحنيف الذى يقربنا إلى الله، فنكون ممن قال فيهم «ألا إن أؤلياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».. حفظنا الله واياكم من غواية الشيطان، ووساوس النفس.