تم تسريب بياناتك الشخصية
جميع مستخدمى شبكة الإنترنت يعرفون أن درجة الأمان فى استخدام هذه الشبكة ليست كبيرة... فهى تحتوى على كل أنواع الممارسات المشروعة وغير المشروعة.... المفيدة والضارة.... بها ملائكة وبها شياطين... بها أشخاص متزنون نفسيا وبها مرضى سيكوباتيون.... تدور داخلها صراعات بين الشركات والمؤسسات والحكومات... بين أصحاب الأديان والمعتقدات وبين الملحدين.... بين أصحاب الأيديولوجيات المختلفة... بين الشمال والجنوب والشرق والغرب... بل ويصل الصراع أحيانا إلى أن يكون بين أفراد الأسرة الواحدة.
لا يمر يوم إلا ونجد أخبارا عن تسريب بيانات عملاء لشركة كبيرة أو صغيرة أو خبر لاختراق النظام الإلكترونى لشركة أو لحكومة وتخريبه أو تعطيله عن العمل ونجد تقديرات للخسائر الناجمة عن ذلك بملايين الدولارات.
وفى تقديرى فإن الأخبار المعلنة هى مجرد قمة الجبل الجليدى... فما لا يعلن عنه يفوق ذلك بمراحل وكذا أيضا تقديرات الخسائر.…
أساليب الاختراق متعددة... يأتى على رأسها الاستهانة بكلمات السر ودرجة تعقيدها ودورية تغييرها... إلخ..... تطالعنا الأخبار أيضًا بأن العديد من البرامج المجانية سواء التى تأتى مع الهاتف عند الشراء أو التى يتم تحميلها من المنصات المجانية مثل Google Play قد تحتوى على ثغرات تسمح للمخترقين بكشف كل ما يتم تخزينه على تلك الهواتف....ملفات العمل والصور ومقاطع الفيديو وكلمات السر للحسابات المختلفة وأرقام الحسابات البنكية وبطاقات الائتمان.... ببساطة يمكن أن نقول إن كل ما تقوم بتخزينه قد يكون عرضة للتسريب والسرقة.
ما بعد التسريب قد يقتصر الأمر على ضياع تلك البيانات المهمة وقد يتطور الأمر إلى ابتزاز وإلى خسائر مادية ومعنوية كبيرة.
يكون السؤال دائما: «وما العمل؟»... هل نتوقف عن استخدام تلك التقنيات ونعود إلى عصر ما قبل التكنولوجيا أم نلهث وراء برامج التأمين وإجراءات التأمين المعقدة والكثيرة أم نترك الأمور للأقدار والصدف ولا نعير لها بالا.... بالمناسبة هذا السؤال يتردد حاليا بشدة عند الحديث عن جائحة كورونا.... نرى بعض الأشخاص شديدى الحرص ومع ذلك تكون نتائج التحاليل الخاصة بهم إيجابية... والبعض الآخر يتصرف كان شيئًا لم يكن ومع ذلك ينعم بصحة جيدة وبنتائج تحاليل سلبية طوال الوقت.
والحقيقة أن أمر تأمين المعلومات يشابه أمر التأمين ضد الإصابة بهذا الفيروس اللعين تماما... فلا يمكن أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء كما لا يمكن أن نتجاهل وجود تلك الأخطار على الإطلاق.... ولكن لابد من الحرص المستمر واتخاذ كل الإجراءات الوقائية والاحترازية... وتلك قضية أخرى تحتاج لتفصيل.
