الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سبعين عذرًا

سبعين عذرًا

فى باب التراحم بين الأخوة وتقديم حسن الظن تنتشر عبارة «التمس لأخيك سبعين عذرا» والتى يعتقد البعض أنها حديث شريف وهى فى الحقيقة مقولة للإمام جعفر بن محمد....  أخرجه الإمام البيهقى بسنده فى شُعَب الإيمان عن جعفر بن محمد قال» إذا بلغك عن أخيك الشىء تنكره، فالتمس له عذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا، فإن أصبته، وإلا، قل: لعل له عذرًا لا أعرفه».



رقم 70 له ذكر فى القرآن الكريم عند مخاطبة الحق عز وجل لرسوله الكريم بشأن المنافقين.... «اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ» (التوبة80).... هذا الرقم يستخدمه العرب للدلالة على الكثرة والمبالغة ولا يكون ما يزيد عن هذا مخالفا له.

والحقيقة فإن مقولة الإمام جعفر بن محمد وإن كانت تستخدم نفس الأسلوب القرآنى فى المبالغة إلا أنها تعطى توجيها لإصلاح العديد من المشكلات بين الناس نتيجة سوء الظن ونتيجة ما يفعله الشيطان بوسوسته السلبية...الا تعذر الناس يصيبك بالتوتر والغضب ويشحنك ضدهم. فى احيان كثيرة بلا سبب واضح... وفى اغلب الأحيان يكون لديهم سبب أو عذر مقبول تماما.

يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب «اعقل الناس اعذرهم للناس» وهى مقولة تسير فى نفس الخط المرتبط بسلامة التفكير وحسن الظن وعذر الناس.

وفى سورة الحجرات الآية 12 يأمرنا المولى عز وجل بأن نجتنب كثيرا من الظن.... «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ»

فالظن نوعان... ظن حسن و ظن سيئ....ولأن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم فإن كثيرا من الظن سيكون ظنا سيئا ينهانا الحق سبحانه وتعالى عنه ويدعونا إلى اجتنابه ويحضنا على الظن الحسن.

عدم العذر والإكثار من الظن السيئ هى عناصر فى روشتة  من يريد أن يحيل حياته وحياة من حوله إلى جحيم.

للأسف فى عصر شبكات التواصل الاجتماعى امكن للبشر أن يضيفوا مجالات جديدة  للظن السيىء... هذا الصديق لا يرد على الرسائل... أو يرد متأخرا...أو يرد باقتضاب ... هذا منافق أو كاذب أو..... إلخ.

ومع الظن السيئ تأتى الأخبار السلبية ليكونا منظومة انهيار عصبى بلا داع أغلبها غير حقيقى على الإطلاق. تغريدة: سلامة النيّة باب العطايا