الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
منابر الدعاة الإلكترونية.. وأمانة الدعوة 

منابر الدعاة الإلكترونية.. وأمانة الدعوة 

لاشك أن إمام المسجد والداعية بشكل عام هو محل قدوة لكثير من الناس, حيث يرون فيه التطبيق العملى لما يجب أن يكون عليه المسلم، ولذلك يصبح العبء عليه فى الدعوة إلى الله كبيرة ومضاعفة، فعمله لا يقتصر فقط على منبر المسجد أو على الدرس الذى يقوم بالقائه على الناس، أو حتى النصيحة التى يواجهها لأفراد بعينهم فى كثير من الأمور.. بل إن كل تصرفاته تعد بمثابة دعوة.



إن الداعية لابد وأن يكون حريصًا على رسالته الدعوية بين الناس أو حتى عبر صفحته الشخصية على الإنترنت، فهو وإن كان إنسانًا عاديًا يريد أن يمارس حياته الشخصية إلا أن مكانته التى كلفه الله بها قبل أن تكون وظيفة تجعله حريصًا فى أن يبتعد عن  النقائص التى يقع فيها الكثيرون نتيجة انخداعهم برأى أو تبنيهم موقفًا  شخصيًا.

وبالطبع فإن من حق كل إنسان أن يعبر عن قناعاته الشخصية وينشرها، لكن الداعية عليه أن ينشر تلك  القناعات وقد وضع أمام عينيه أن كثيرًا ممن يتابعوه سوف يربط رأيه أو قناعاته بالدين، وهو لا يدرى أن الأمر قد لا يتعدى رأيًا شخصيًا.

وكما رأينا فيما سبق وأثناء عدم الاستقرار  قبل ثورة 30 يونيو كيف تم  استغلال عدد  من الدعاة والأئمة ليمثلوا دعمًا سياسيًا لأصحاب التيارات المختلفة لاسيما تلك التى ادعت ارتباطها بالدين وتعبيرها عنه، مما أحدث خللًا كبيرًا بين الناس، وأوقع بعضهم فى مصادمات، وأعمال تخريبية ظنًا منهم أنهم بفعلهم يدعمون الدين ويعبرون عنه.

إن الإمام والداعية  عليه أن يراعي  مدى نبل الأمانة التى يتحملونها والعمل الذى يقومون به فى خدمة دينهم ووطنهم، مما يتطلب  أن يكون كل واحد منهم صورة مشرفة علمًا وخلقًا ووطنية وأن يكون قدوة بين الناس فى جميع تصرفاته.

ولقد أحسنت الأوقاف حينما نبهت الدعاة والأئمة لهذا الأمر وأكدت أن صفحة الإمام أوحتى خطيب المكافأة بمثابة منبره، وأن ما يكتبه أو ينشره على صفحته من أراء  هو بمثابة  ما يقوله على منبره، فالإنسان الطبيعى فضلًا عن كونه قدوة لا يمكن أن يكون له وجهان, وجه فى الحياة العامة وآخر على مواقع التواصل، مشددة على أن أى خروج على القيم المجتمعية أو الآداب العامة للمجتمع على صفحات التواصل سيكون موضع مساءلة، نظرًا لخصوصية طبيعة عمل الوزارة سواء أكان المنتسب إليها إمامًا أم إداريًا أم فنيًا أم عاملًا.

إن الأوقاف وفق خطتها  فى ضبط العملية الدعوية اعتبرت أى خروج على الفكر الوسطى المستنير أو القيم والآداب العامة للمجتمع أو أى تشهير بالآخرين خطًا أحمر تتعامل معه بمنتهى الحسم. وهو أمر  يستدعى الإشادة ليس لأن فيه كما يعتقد البعض تقييدًا للإمام، وإنما لكونه حفاظًا على صورة الإمام والداعية حتى يظل قدوة تعبر عن وسطية الدين، وتظل آراؤه بعيدًا عن أى ذلل يوقع الآخرين  فريسة لأفعال غير مسئولة.