«حنو» الرئيس.. و«ثمار» العدالة الاجتماعية
لماذا اختار الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة «الحنو» حين وجه حديث الطمأنة إلى المصريين فى وقت عصيب قائلًا: إن هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه! من يحتاج إلى الحنو والتربيت وشد الأزر دومًا من كان يمر بكرب شديد وتكاد كل أبواب الأمل تغلق فى وجهه فيرى كل الطرق مسدودة، ويكاد يخبو الأمل لديه فى العثور على مخرج؛ فتأتى كلمة «الحنو» حاملة لكل معانى المساندة، وفتح أبواب الأمل ومد يد العون لفك الكربة التى يعانى منها فتكون بحق طوق نجاة من غرق محقق.
وكم كان الرئيس السيسى موفقًا حين انتقى هذه المفردة بعناية، وإن كانت فى تقديرى- قد انطلقت من ثنايا قلبه بعفوية مطلقة، فهذا القلب يقينا - يحمل حبًا جمًا صادقًا وحقيقيًا بالغ العمق لوطنه وشعبه. وكلمات الخال الأبنودى -رحمه الله- تذكرنا برائحة معاناة شعب قبيل ٣٠ يونيو، قال:
أول كلامى أصلّى ع النبى العربى
نبى ما كان يكره إلا ريحة الخايْنين
وَافْتَّح كِتابَ مصر واقرا القصة بالعربى
وما جرى فيها فى يونيه فى يوم تلاتين
يتمطّع الضىّ ع الخُضرة فى ساعة عصر
كأنه نسْمَة خصُوصى جايّه للمساكين
كان مين قِدِر والاَّ يقدر يِتْنِى راية مصر
حلم الغزاة اللى داير من قرون وسنين؟!
ومصر اهِه لسّه عايشة ولسّه بِتعافِر
وعَزْمَها المر.. صبَّرها على الغازْيين.
فاصْحَى وفوق ياللى بنعيم الوطن كافر
ورامى صنانيرك النَّحْس فْ بحور تانيين!!
ومرت السنون وها نحن نحصد عامًا تلو العام ترجمة فعلية عملية ملموسة على أرض الواقع يستشعرها ويراها ببؤبؤ العين كل فطين خال من الغرض لتلك المشاعر القلبية الجياشة للرئيس «الإنسان» الذى وضع صوب عينيه مصلحة هذا الشعب - الذى ذاق المر طويلًا- عاقدًا العزم بكل ما أوتى من طاقة على العمل المستمر الدءوب واصلًا الليل بالنهار- على مدار ست سنوات- على تحقيق العدالة الاجتماعية التى طالما حلم بها مواطنو هذا البلد، والذى دأب الكثيرون من «المشتاقين» السياسيين على التشدق بها وإطلاق الوعود الكاذبة، وطال انتظارنا.…
وعلى النقيض من كل هؤلاء من الحقب الغابرة التى مررنا بها يكافئنا الزمان بمن لم نذق معه خذلانا، ومن منطلق يؤمن به مفاده «من وعد وفى» بذر بذور هذه العدالة الاجتماعية «الحلم» فى أرض المحروسة حتى أتت ثمارها رويدًا رويدًا؛ وتمثل فى هذا التخطيط العمرانى الضخم للقضاء على العشوائيات الذى نعيش فرحة افتتاح مدنه العمرانية الحضارية الجديدة هذه الأيام لانتشال هذه الشريحة الكبيرة من سكان العشوائيات من حالة مزرية أبعد ما تكون عن الحياة الكريمة التى أرادها الرئيس لمواطنى مصرنا المحروسة والتى وصفها بقوله:»حياة تفتح النفس».
ولن أسهب فى استعراض هذا الكم الهائل من المشروعات التى تصب فى صالح المواطن المصرى رغبة فى تخفيف معاناته وما يكابده فى حياته اليومية. فكل يوم يمر يحمل معه منجزًا جديدًا ومشروعات خدمية متلاحقة عملاقة يفصح عما كان يدور فى خلد الرئيس ومخيلته لما يريد أن يكون عليه حال البلاد والعباد. ويعد هذا كله أبلغ رد على المشككين والمعارضين المغرضين الذين لا يريدون أن تقوم لمصر قائمة ويعملون على هدمها وتشويه كل ما تبذله الحكومة من جهد جهيد وينكرون كل خطوات الإصلاح الاقتصادى وثماره على الأجلين القريب والبعيد.
وكم كنت آمل أن تحظى مصر بمعارضة قوية منصفة تنظر بعين المساواة للإيجابيات مثلما تتناول السلبيات على قلتها بكل هذه القسوة غير البناءة. لكننا نجدها تلوك إنجازات الدولة المصرية باستخاف مقيت إمعانًا فى معاداتها وتحقيقًا لأغراض غير خافية على كل ذى بصيرة ووعى فالغرض مرض كما تعلمون.
وبطبيعة الحال، فالمواقف وحدها هى المعين لنا على تصنيف البشر وكفانا كرمًا من المولى سبحانه وتعالى أننا كمصريين نتذوق معنى الإنصاف والرحمة والتراحم و«الحنو» وكل المعانى السامية التى تنطوى عليها مفاهيم العدالة الاجتماعية فى أبهى صورها فى عهد الرئيس «الإنسان» عبدالفتاح السيسى بكل ما يحمله هذا الوصف من معان غاية فى السمو والارتقاء الوجدانى فى ظل أقسى الظروف التى تجتاح العالم أجمع من تناحر وعداء..
من لا يشكر الناس لا يشكر الله..شكرًا فخامة الرئيس على ما تقدمه يداك من تلبية لمطالب شعبك وحرصك على استرداد الآدمية التى انسحقت فى سكنى المقابر، وجيرة الموتى، وكشف ستر النساء تحت وطأة العيون الوقحة، والمرض الذى سكن الصدور من انبعاثات القمامة والفضلات التى تزكم الأنوف وتمنع حصص الأكسجين عن رئة الضعفاء من الأطفال وكبار السن.
علام سنشكرك أيها الرئيس الفارس.. وعلام ؟!.. ليس لشكرك من نهاية؛ فعطاؤك موصول كما الشكر لك! وتحيا مصر الخير بك ومعك بمشيئة الله!
أستاذ ورئيس قسم الإنتاج الإبداعى بأكاديمية الفنون